عيد العمال.. 10 سنوات من المُعاناة تحت وطأة حرب المليشيات

في عيدهم العالمي الموافق الأول من مايو من كل عام، يستذكر عمال اليمن المأساة الإنسانية الفظيعة التي تسببت بها حرب مليشيا الحوثي عليهم منذ انقلابها الدموي في 2014م.

وأغرقت مليشيا الحوثي، منذ تلك اللحظة الدموية، عمال اليمن، في أسوأ معاناة، بدأتها في نهب رواتب الموظفين وتدمير مؤسسات الدولة ومحاربة القطاع الخاص وتهجيره ومضاعفة سياسة الإوتاوات والجبايات، الأمر الذي أسهم في تضخم البطالة وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، والأسر المطحونة في الفقر المدقع.

الحكومة اليمنية أكدت، في تقرير لها، أن نسبة الفقر في اليمن ارتفعت إلى 80%؛ نتيجة الحرب الحوثية العبثية، فيما كانت 40% قبل انقلاب مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.

تلك الإحصائيات الحكومية المخيفة أكدتها منظمات دولية وحقوقية وأممية، محذرة من مغبة استمرار الحرب الحوثية التي تسببت في تراجع الاقتصاد الوطني بنسبة 50%، وجعلت اليمن عرضة لخطر حالات الطوارئ الإنسانية الجديدة في عام 2024م.

وبات كثير من العمال عاطلين عن العمل، لا سيما في مناطق سيطرة المليشيا، بفعل سياسات النهب للأموال العامة والعقارات والمنشآت الصناعية.. وغيرها من الإجراءات الإرهابية، التي تسببت في توقف شبه كلي للحياة العامة.

وعلى رأس هذه القطاعات يأتي البناء والتشييد، الذي كان يعيل ملايين اليمنيين العاملين فيه بالأجر اليومي.

وفي أحدث إحصائية، قدرت مصادر نقابية عدد العاملين بالأجر اليومي في اليمن بـ8 ملايين نسمة أصبحوا عاطلين عن العمل بفعل الحرب الحوثية، وتحولوا بالتالي إلى خانة الفقراء، ويمر عليهم عيد العمال للمرة العاشرة وقد أصبحت حياتهم أكثر صعوبة، وباتوا غير قادرين على توفير الحد الأدنى من المعيشة لأسرهم.

وأشارت إلى أنه، رغم الأوضاع المأساوية التي يعيشها العمال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار وعجز المنظمات الدولية العاملة في اليمن عن سد الفجوة الغذائية، لجأت المليشيا إلى استغلال حالة الفقراء والعمال العاطلين عن العمل وأقدمت على تجنيدهم قسرياً في معاركها الدموية ضد اليمنيين.

يأتي ذلك فيما تواصل المليشيا الحوثية الإرهابية سياستها الإجرامية، وترفض صرف رواتب الموظفين ووقف أنشطتها القمعية ضد اليمنيين، وتمنع عنهم فرص الحياة، كما أنها بعد أن تنصلت من تنفيذ اتفاقية “استوكهولم” المشؤومة، ضاعفت عمليات النهب المنظم للإيرادات وسخّرتها لحربها على اليمن واليمنيين والإثراء الشخصي للقادة والمشرفين التابعين لها.