سر تأخر الحسم العسكري ضد مليشيا الحوثي.. هذا ما صنعه حزب الاصلاح.. تسريبات

سُربت وثائق وكشوفات رسمية تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وصحف الكترونية،تحوي أسماء منتسبي دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني، بمدينة مأرب حيث كشفت الوثائق أن غالبية تلك الأسماء إعلاميون ومراسلون وناشطون من عناصر حزب الإصلاح والموالين له ،وأخرين محسوبين على حركة الاخوان المسلمين المتواجدين في قطر وتركيا ولهم مواقف مشبوهة تهاجم دور التحالف العربي في اليمن.

ونقلا عن ناشطين أسماء عناصر حوثية تصرف لها مخصصات مالية من ذات الدائرة العسكرية التي من المفترض أن تكون موجهة ضد الحوثيين المدعومين من ايران.

تلك الوثائق كشفت أحد أهم أسباب تأخر الحسم العسكري للمعركة التي ماتزال تدور رحاها في اليمن.

عسكريون وناشطون رأوا في حديثهم أن الكشف عن تلك الوثائق جاء في الوقت المناسب حتى تتضح الحقائق الأمور أكثر لدى التحالف العربي الداعم للشرعية من أجل استعادة الدولة اليمنية من قبضة الحوثيين ومراجعة المواقف من بعض الجهات التي كانت تعتبر موثوقة .

خدمة للحوثيين :

ويشير المحلل العسكري الجنوبي العميد عوض ناصر” أن التوجيه المعنوي لا يحتاج الى 849 ضابطا وعسكريا “؛فمن وجهة نظره “أن هذا العدد الهائل الذي تضمنته الوثائق لم يقدم شيئا له أثر واضح في سير المعارك على أرض الواقع فالمسألة تتجه نحو استنزاف موارد الدولة،وأستزاف الدعم المقدم من التحالف العربي للجيش الوطني ، واستخدامه في أمور لا فائدة منها ،وبالتالي خدمة لمخططات العدو الايراني وأدواته في اليمن “

ويقول ناصر وثائق التوجيه المعنوي كشفت أبعاداً خطيرة ينظر إليها من زوايا متعددة أهمها استهتار القائمين على إدارة التوجيه المعنوي بالقضية التي من المفترض أنهم يقاتلون من أجلها والأخطر من ذلك وردود أسماء لحوثيين ترسل لهم مرتبات شهرية من مأرب إلى صنعاء بمعنى أن هناك خيانة قد تكشفت خيوطها”

فساد مكشوف:

وفي ذات السياق يبين الخبير الامني في وزارة الداخلية بالعاصمة عدن العقيد محسن ناجي “أن فساد قيادات الشرعية وبالذات العسكريين ليس بجديد،

ويقول ناجي متحدثا الفساد ضارب جذوره في أوساط الشرعية وفي أوساط المؤسسة العسكرية والأمنية في مأرب وفي عدن وفي باقي المحافظات اليمنية التي تعاني من الفساد المستشري الذي يحظى برعاية تامة من قبل الرموز السياسية والعسكرية والأمنية التابعة للشرعية التي تحولت إلى مظلة للفاسدين.”

ويضيف ناجي” لاشك إن للفساد تأثير على مسار الحرب التي يقتات منها الكثير من الفاسدين الذين لا يعنيهم السلام مثلما تعنيهم استمرارية الحرب التي أضحت تشكل مصدر إثراء للكثير من الفاسدين الذين تحولوا إلى أغنياء بحق وحقيقي نتيجة استيلائهم على الكثير من الأموال التي تقدمها دول التحالف العربي لدعم وتمويل جبهات القتال التي تحولت بالنسبة لهؤلاء الفاسدين إلى بنك مفتوح “

نشر غسيل:

مصادر اكدت ان نشر الاسماء الوهمية في كشوفات التوجيه المعنوي ،كان من قبل أحد ضباط الدائرة حيث جاءت كردة فعل منه كونه لم يستلم مخصص مالي من غير الراتب، كان يصرف له شهرياً بانتظام ،

وقالت المصادر “أنه عقب تسريب الوثائق الأخيرة نشبت خلافات حادة بين قيادات عسكرية مشتركة في تورطها بفساد توظيف أقاربهم وتسجيل أسماء وهمية ،وأن رئيس أركان الجيش الوطني وجه شفويا بتدارك الوضع قبل أن يحيل قيادات عسكرية للتحقيق”

وعقب نشر الوثائق نفى عدد من الصحفيين أنهم يستلمون مخصصات مالية من التوجيه المعنوي للجيش الوطني،وأستنكرو زج أسمائهم في الكشوفات المسربة”

وتضمنت الوثائق أسماء صحفيين حضارم من بينهم عوض كشميم الرئيس السابق لصحيفة 30 نوفمبر الصادرة من المكلا وبدوره لم ينفي كشميم ورود أسمه في الكشوفات المنشورة ،لكن كشميم قام بنشر صورة شخصية قديمة له على صفحته في الفيسبوك،مرتديا البزة العسكرية.

ويرى مراقبون ضرورة تدخل الرئيس هادي لإيقاف ما أسموها بالمهزلة التي تطال الجيش الوطني ، والحد من سيطرة حزب الاصلاح عليه ووجوب تدخل التحالف العربي الذي يدعم اعادة استقرار اليمن وهزيمة المشروع الايراني في المنطقة.