ذمار .. بعد أن ظل لسنوات “أيقونة تعايش”…”جامع العياني”موصد الأبواب عن إقامة صلاة القيام

بات “جامع العياني” في مدينة ذمار (وسط اليمن)، موصد الأبواب عن إقامة صلاة القيام، بعد أن ظل لسنوات عدة مهوى أفئدة القائمين في العشر الأواخر من رمضان، حيث يرتاده الآلاف من المصلين ليشهدوا صلاة القيام بصوت الشيخ علي راشد المصنف الوصابي.

وخلال الأعوام الأخيرة الماضية تداول اليمنيون على نطاق واسع صورا لمستوى الحضور الكبير للمصلين الذين شهدوا العشر الأواخر في جامع العياني وخاصة ليلة السابع والعشرين الذي يرجح العلماء أن تكون هي ليلة القدر.

و“جامع العياني”، هو جامع “الهدى” ويقع في مدينة ذمار، ويطلق عليه “جامع العياني” نظرا لقربه من محطة العياني باعتبارها أقرب المعالم المعروفة لدى سكان المدينة، ويقع غربي مدينة ذمار على خط الدائري الغربي.

يتكون المسجد من طابقين ومصلى خاص بالنساء حيث يتسع لقرابة ألف مصلي في الطابقين، لكنه في العشر الأواخر من رمضان وخلال الأعوام الأخيرة كان يشهد إقبالا ليس كسائر الأيام، إذ يحرص كثير من سكان مدينة ذمار على أداء صلاة القيام في المسجد.

وفي العامين الأخيرين كان المسجد يمتلئ بالمصلين ويتحول شارع الدائري الغربي المجاور للمسجد إلى ساحة لاستيعاب المقبلين على قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان.

وتشكل تلاوة الشيخ المقرب من الجماعات السلفية “علي راشد المصنف الوصابي” للقرآن خلال ركعات القيام العامل الأبرز في اجتذاب المصلين، الذين يقبلون من مختلف أنحاء المدينة.

وفي ليلة 27 رمضان من العام الماضي 1444 قدر عدد المصلين بما يزيد عن 15 ألف مصلي كأقل تقدير، وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي عشرات الصور للشارع الرئيسي الدائري الغربي والشوارع المجاورة للمسجد وهي تزدان بالمصلين بعد أن امتلأت باحات المسجد.

وحرص نشطاء من جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا العام المنصرم، على استغلال المشهد المهيب لأداء صلاة القيام، ونشر صور الحضور الهائل في جامع العياني بذمار لتفنيد الأخبار والتقارير الحقوقية التي تتحدث عن منعهم المواطنين ممن لا ينتمون للمذهب الشيعي من إقامة صلاة التراويح أو القيام.

وتواجه جماعة الحوثي اتهامات بمحاولات فرض المذهب الشيعي الإيراني. ووثقت التقارير الحقوقية عشرات الوقائع عن إقفال الحوثيين لمساجد عديدة في صنعاء والمحافظات الخاضعة للجماعة ومنع السكان من إقامة صلاة التراويح، وقيام العشر الأواخر من رمضان في المساجد.

وتنكر الجماعات الشيعية صلاة التراويح، كما يعترضون على قيام الليل جماعة، ويرونها بدعة، ويدعون أن الخليفة عمر بن الخطاب بأنه هو من ابتدع صلاة التراويح.

ورغم أن الحوثيين ظلوا طوال الأعوام المنصرمة ينكرون التقارير الحقوقية التي تتحدث عن منعهم صلاة التراويح والقيام، إلا أن “جامع العياني” الذي ظل شاهدا على قبول جماعة الحوثي بالتعايش المذهبي هو اليوم موصد الأبواب.

الوصابي يغادر

أما إمام المسجد “علي راشد المصنف الوصابي” فغادر ذمار قبل أشهر بعد أن ضاقت عليه، رغم الدعوات التي كان يكيلها لزعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا في قنوت الركعة الأخيرة من صلاة القيام.

وقالت مصادر مطلعة لـ“يمن ديلي نيوز” إن “المصنف الوصابي” غادر ذمار إلى ولاية “ترينجانو” الماليزية وبات يؤم الناس هناك في مسجد صغير مسجد “كامبونج بوتوت” وبات المسجد يجتذب الكثير من المصلين في صلاة القيام للعشر الأواخر في ذلك المسجد.

وغادر “الوصابي” ذمار مطلع العام الجاري بعد قيام مسلحين تابعين لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا بمداهمة المسجد في 1 يناير/كانون الثاني 2024 والاستيلاء عليه، وإغلاقه بوجه المصلين، وطرد القائمين عليه.

وشرعت الجماعة فور طرد القائمين على المسجد بتنصيب مشرفين تابعين لها على المسجد، وحولته إلى مركز لتعليم المذهب الشيعي. وفق مصادر تحدثت لـ”يمن ديلي نيوز”.

وفي إبريل/نيسان من العام المنصرم، منعت جماعة الحوثي إمام جامع العياني بمحافظة ذمار، وسط اليمن، من السفر إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، بعد أيام قليلة على اعتقاله ومنعه من أداء صلاة التهجد بالجامع ذاته. وفقا لوكالة خبر.

وذكرت أن محافظ ذمار التابع للحوثيين “محمد البخيتي”، وجه الأجهزة الأمنية بالمحافظة بمراقبة الشيخ “علي راشد”، ومنعه من السفر خارج المحافظة.