“صايم فاطر”.. فيلم عن الرحلة مع “الصديق العدو”

وبدأت رحلة صناعة فيلم “صايم فاطر”، بعد قرابة شهر فقط من وفاة والد مخرجه، محمود أبو بكر، بعد صراع طويل لمدة 20 عاما مع مرض السكري. وفي نوفمبر 2021، صدر الفيلم على منصات التواصل الاجتماعي.

ويقول المخرج محمود أبو بكر: “الشهور الأخيرة التي سبقت وفاة أبي كانت مرعبة، ومع رحيله، قررت تحويل طاقة الغضب والحزن بداخلي إلى عمل فني وثائقي حول مرض السكري، حتى لا يعيش أحد تجربتي الحزينة مرة أخرى، وبدأت رحلة صناعة (صايم فاطر)”.

ويضيف أبو بكر لموقع “سكاي نيوز عربية”: “(صايم فاطر) يقدم رسالة مباشرة للقارئ، وهي: يمكن لمرض السكري أن يكون صديق أو عدو شرس، والأمر يتعلق بقدرتك على التعامل معه”.

الحكاية

هناك ثلاثة أبطال رئيسيين للوثائقي المصري، وهم: مصابون بالسكري، وأطباء مختصون، وشخصية كرتونية تحمل اسم “علي”.

وتتحرك الأحداث بدايةً من اكتشاف الإصابة، وصولًا إلى التعايش معه والصعوبات التي يواجهها كل مريض خلال هذه الرحلة، وعلى رأسها الإحباط من النظام الحياتي المثالي لمريض السكري.

وبينما تتابع أحداث (صايم فاطر)، تستمع لعديد من المعلومات الإحصائية الخاصة بالمرض: أرقام خاصة بمعدل انتشاره عالميًا وتحديدًا بمصر، وبعض المعلومات التاريخية عن “السكري”، الذي يعد أحد أقدم الأمراض في تاريخ البشرية، والتجارب العالمية الشهيرة التي ساهمت في التعرف إلى أسبابه وطرق علاجه.

ويوضح المخرج المصري، محمود أبو بكر، أنه اعتمد على أسلوب حكي يعتمد على الترهيب والترغيب، “لا نريد وضع المشاهد أمام صورة سوداء، بل أخذ كل الإجراءات اللازمة حتى لا يدمر السكري حياته، خاصةً أن مضاعفاته تؤثر على بقية أعضاء الجسم“.

كما يقدم الفيلم، في أحد فصوله، شرحا مبسطا لأسباب الإصابة بمرض السكري، نتيجة لخلل في عمل “البنكرياس”، وكيف تظهر أعراضه على المريض.

رحلة الصناعة

بدأت رحلة صناعة “صايم فاطر” في ديسمبر 2020، بالاعتماد على فريقي تصوير، أحدهما بالقاهرة والآخر بالمنيا وبعض محافظات صعيد مصر، ولكسر حدة جرعة المعلومات الكبيرة المقدمة خلال الفيلم، تم تقديم جزءٍ منه بالرسوم المتحركة.

ويشير أبو بكر إلى أن فريق عمل “صايم فاطر” تطوع بالكامل لخروج الفيلم إلى النور، مضيفا “تم إنتاج الفيلم بجهود ذاتية، كل فرد شارك في صناعة صايم فاطر، كان لديه إيمان شديد بأهمية رسالة العمل، وتطوع بمجهوده وبالمعدات اللازمة من أجل إنتاجه”.

ويردف: “لم يكن لدينا توجه لمشاركة الفيلم في المهرجانات السينمائية، وقررنا نشره على منصات التواصل الاجتماعي، حتى يكون متاحا للجمهور بدون مقابل مادي.. التأثير في أكبر قطاع من الجمهور كان الهدف الأهم”.

كما يوضح أبو بكر أنه لم يهتم بتصوير مشاهد ترصد تفاصيل الحياة اليومية لمصابي السكري، ” لأن مريض السكري في النهاية يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي، ويكفي للمشاهد الاستماع إلى قدرة المشاركين بصايم فاطر، على مواجهة المرض، ورسائلهم التحفيزية في نهاية الفيلم”.

وتطرق الفيلم إلى خطورة “الطب الشعبي” و”النظام الغذائي” المنتشر بمصر، ومساهمتهما في زيادة معادلات الإصابة بمرض السكري، حتى أصبحت مصر تحتل المركز الثامن عالميًا، والأول عربيًا من حيث عدد “مصابين السكري”.

جدير بالذكر، أن “صايم فاطر” يعد رابع أعمال أبو بكر، بعد: “المنطقة الرمادية”، و”إنترنت 3.0″، و”اليوم صفر”.

ردود أفعال

وأعرب أبو بكر عن سعادته ببعض ردود الفعل، التي تلقاها عن الفيلم من قبل مصابي السكري أو دوائرهم القريبة، الذين أوضحوا أن “صايم فاطر” ساهم في زيادة وعيهم عن المرض، وكان بمثابة جرس إنذار للتوقف عن بعض العادات اليومية السيئة، التي تؤثر على مرضى السكري بالسلب.

ويختتم المخرج المصري، حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، متمنيًا وصول فيلمه لفئة واسعة من الجمهور، خلال الفترة المقبلة.