“أرقام صادمة” عن مراكز التجميل غير المرخصة في العراق

وكانت آخر هذه الحوادث وفاة المواطنة العراقية إيمان جواد، 25 عاما، في غرفة العمليات، والتي لاذ الطبيب المشرف على عملية شفط الدهون لها بالفرار.

علق نقيب الأطباء العراقيين، جاسم العزاوي، على أسباب زيادة وفيات عمليات التجميل بالعراق، كاشفا عن وجود مئات مراكز التجميل غير المرخصة في العاصمة بغداد.

وقال العزاوي، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية: “هناك جملة أسباب تقف وراء تزايد حالات الوفاة خلال عمليات التجميل، منها أن يكون الطبيب غير متدرب في هذا المجال أو لم يأخذ احتياطاته بشكل صحيح، أو أن يكون منتحلا لصفة الطبيب”.

وأضاف أن “مثل هذه العمليات هي خطرة بحد ذاتها ومن شأن مضاعفاتها أن تودي إلى الوفاة.

وأكد وجود أكثر من 400 مركز تجميل غير مجاز في بغداد، منها المرتبط بشخصيات سياسية، حسب نقيب الأطباء العراقيين، الذي أضاف أنه “تم إغلاق 190 مركز تجميل مخالفا في الربع الثاني من 2021.

هذا وفتحت حادثة وفاة إيمان، ملف ضعف الرقابة على مراكز التجميل في العراق وغياب الضوابط الطبية الصارمة لتنظيم عملها، كما علق رواد الشبكات والمنصات الاجتماعية العراقية.

وأشاروا إلى انتشار العيادات والمراكز التجميلية الوهمية وغير المرخصة في البلاد، والتي يديرها من يفترض أنهم أطباء لكنهم قد يحملون حتى شهادات مزورة أو مشتراة، منوهين إلى أن هذه المراكز هي أقرب لمحلات القصابة البشرية منها لمراكز طبية، وأن الربح المادي هو  هدفها الأول.

هذا وقد رفعت عائلة إيمان دعوى قضائية على الطبيب الفار، لاتهامه بالتسبب في وفاة ابنتها، والهروب بدل تحمل المسؤولية.

وحول ذلك، يقول أخصائي الجراحة التجميلية حسان علي الأسعد في حوار معسكاي نيوز عربية”: “يمكن تبسيط شرح الخطأ الطبي في الجراحة وتحديده في شيئين: إجراء عملية جراحية لمشكلة غير موجودة، أو القيام بإجراء جراحي بطريقة تخرج عن الأسس الجراحية السليمة، وهما متعلقان تماما وبشكل كامل بالجراح الذي يتحمل مسؤوليته”.

ويضيف الطبيب الجراح: “لكن ثمة في المقابل مضاعفات وتأثيرات جانبية خطيرة وكذلك طفيفة للعمليات الجراحية ومنها التجميلية بطبيعة الحال، والتي ترتبط بجملة عوامل متعلقة بالحالة الصحية للمريض، وهذا ما لا يتحمل وزره الأطباء الجراحون، لكن عادة ما يتم تحميلهم المسؤولية حتى عن مثل هذه المضاعفات من قبل ذوي ضحايا تلك العمليات مع الأسف”.

من جانبه يرى الطبيب، زامو بختيار، في حديث معسكاي نيوز عربية” أن “هروب الطبيب والكادر الطبي المساعد له في حالة إيمان جواد، قد لا يكون بالضرورة علامة على أنه اقترف خطأ طبيا أودى بحياتها، بل قد يكون نتيجة الخوف من رد فعل انتقامي مثلا من قبل ذويها، وربما كان الخطأ الطبي هو السبب في الحادثة، ويبقى هنا القول الفصل للجهات الصحية التي يمكنها التحقيق وكشف حقيقة ما جرى”.