واشنطن تكشف حجم الحشد الروسي على حدود أوكرانيا

وقالت غرينفلد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، عقدت بطلب من الولايات المتحدة: “الوضع الذي نواجهه اليوم في أوروبا خطير وملح، لا سيما لأوكرانيا… التصرف الروسي يشكل تهديدا للأمن”.

وتابعت: “اعتداءات روسيا اليوم تهدد أوكرانيا وأوروبا والنظام العالمي، الذي يعد هذا المجلس (مجلس الأمن) مسؤولا على الحفاظ عليه، وذلك من مبدأ أنه لا يمكن لدولة ببساطة أن تنتهك حدود دولة أخرى، وأن تجعل شعب دولة أخرى يعيش تحت سيادتها”.

وأضافت: “ندعو روسيا للانضمام للدبلوماسية. فلا يسعنا فقط أن نبقى ننتظر فحسب، على المجلس أن يعالح السلوك المزعزع للاستقرار من روسيا”.

بالأرقام

وأوضحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أن روسيا أرسلت أكثر من 100 ألف جندي إلى حدود أوكرانيا، قائلة إن تلك “قوات محاربة ومحضرة لأي هجوم عدائي ضد أوكرانيا”، مشيرة إلى أن هذا “أكبر حشد عسكري في أوروبا منذ عقود”.

واستطردت: “روسيا ترسل المزيد من السلاح والجنود، وقد استخدمت 200 ألف سيارة لنقل الجنود والسلاح للحدود، وحركت 5 آلاف جندي لبيلاروسيا، بما في ذلك صواريخ باليستية قصيرة المدى”.

وتابعت: “نرى أن روسيا توسع وجودها إلى 50 ألف جندي على حدود بيلاروسيا، على بعد ساعتين من حدود أوكرانيا”.

كما تطرقت إلى الهجمات السيبرانية التي تشنها موسكو ضد كييف، قائلة: “الاستخبارات الروسية تنشر معلومات مغلوطة عبر أذرعها وعلى وسائل الإعلام، لصبغ الغرب وأوكرانيا على أنهم المعتدين، لخلق حجة لغزوها”.

اتهام روسي

من جانبه، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة تريد “خلق حالة من الهستيريا وخداع المجتمع الدولي باتهامات لا أساس لها”.

وردت السفيرة الأميركية بأن نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا يبرر عقد اجتماع في الأمم المتحدة، لأن هذه القوات العسكرية “تهدد الأمن الدولي”.

واستطرد المندوب الروسي: “نتفهم رغبة واشنطن في النظر بالسياسات الروسية تجاه أوكرانيا.. لكن الرئيس الأوكراني بنفسه قال إنه لا ينظر للأنشطة على الحدود على أنها تهديد”.

ووجه حديثه لزملائه بالجلسة، قائلا: “نحث الزملاء على الامتناع عن استخدام هذا الاجتماع على أنه دعاية لصالح زملائنا الآخرين”.

وتابع: “الوفد الروسي في ديسمبر أعلن عن خطته لتكون هناك مناقشات سنوية في أوكرانيا”، واستطرد: “ذكرى اتفاقات مينسك التي نحييها (الثلاثاء) ستكون مناسبة لنذكر بالتزاماتنا بهذه المعاهدة، وهذا الاتفاق الذي هو أساس لتسوية النزاع في أوكرانيا”.

واختتم قائلا: “الحديث سيقام في 17 فبراير، وعلى زملائنا الأميركيين أن يضيفوا أي معلومات بهذا الاجتماع المقرر في فبراير، ونحث الجميع على عدم دعم هذه الدعاية”.

يذكر أن روسيا لم تتمكن من الحصول على قرار بإلغاء الاجتماع خلال تصويت إجرائي، صوتت فيه عشر دول من أصل 15 لصالح عقد الجلسة.

دعوة للدبلوماسية

من جانبها، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، “الجميع” إلى “تفادي المواجهة العسكرية في أوكرانيا”، مشددة على أنه “لا بديل عن الحوار والدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية”.

وقالت: “نعرب عن قلقنا من الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.. وندعو للابتعاد عن جميع الأنشطة الاستفزازية”.

وأضافت: “الأمم المتحدة تتابع المحادثات الدبلوماسية المتعلقة بالسلام .. بين المسؤولين من روسيا وأميركا والناتو والاتحاد الأوروبي، ونأمل بأن تكون نتائجها بما يخدم ويعزز الأمن بالمنطقة، بما في ذلك أوكرانيا”.

وتابعت: “الأمين العام يدعم الجهود الدبلوماسية المبذولة بهذا الإطار، لكنه يعبر عن قلقه من زيادة التوتر رغم المحادثات، واستمرار الحشد العسكري في قلب أوروبا، والأسلحة الثقيلة الروسية على حدود أوكرانيا”.

وأشارت إلى وجود “اتهامات متبادلة من الأطراف المعنية بالحوار، وهذا ما كان مدعاة للقلق من وجود مواجهة عسكرية. الأمين العام أكد أنه لا بديل للحوار والدبلوماسية، وأن أي تدخل من دولة بأخرى سيكون خرقا للمواثيق الدولية”.

واستطردت: “نحث الأطراف على الامتناع عن أي أنشطة استفزازية، وتحقيق التفاهم المتبادل والوصول لاتفاقات تكون في مصلحة الجميع”.

كما أكدت على “الالتزام الكامل للأمم المتحدة بسيادة وحرية واستقلال أوكرانيا”، وأنه “من المهم للمجتمع الدولي أن يعزز من دعمه للجهود، على شكل نورماندي، لضمان تنفيذ اتفاقات مينسك”.

واختتمت المساعدة حديثها، بالتأكيد على أن “أي تصعيد في أوكرانيا سيعني المزيد من الإصابات، والمزيد من القتلى والدمار”، منوهة إلى أن الأمين العام “يدعو الجميع لأخد الخطوات اللازمة لتخيف التصعيد، وأن الأمم المتحدة جاهزة لدعم الجهود لهذا الغرض”.