حتى قتلاها يواجهون العنصرية الكهنوتية للمليشيا

تحولت مراسيم دفن قتلى المليشيات الحوثية إلى مصدر آخرا للاحتقانات والاستياء الشعبي، خصوصا في العاصمة صنعاء، وتعممت سلوكيات وممارسات التمميز الطبقي والتفضيل العنصري من الأحياء إلى الأموات.

وباتت مراسم ومواكب قتلى السلالة وجنازاتهم كرنفالات صاخبة تطوف شوارع وأحياء العاصمة أمام أعين أسر فقدت أيضا أبناءها في جبهات الحوثيين ولكنها إما لا تعرف شيئا عن جثثهم أو أنهم دفنوا ببساطة وإهمال شديدين وكأنهم مجرد وقود للاحتراق في مرجل السلاليين.

وتتعمق المعاناة ومشاعر الألم والحسرة جراء مظاهر التمييز والفرز من قبل الحوثيين بين “قناديل” و”زنابيل” أو سلاليين درجة أولى ودونهم بقية اليمنيين في الدرجة الثانية كما تكرس الثقافة والممارسة الكهنوتية هذا بشكل يومي.

مشاعر القهر تتآكل أسر وأقارب القتلى الذين يدفنون بمراسم بسيطة جدا وبما يكرس نظرة أو قيمة (دونية) عن أولئك الذين يزفون في مواكب طويلة ومراسم استعراضية وبهرجة احتفائية صاخبة تمميزا لقناديل السلالة الدعية التي تسوق أبناء اليمنيين إلى مصارعهم باسترخاص مهين.

ولا يقتصر الأمر على مراسم الدفن والطقوس الجنائزية وإنما تعداه أيضا إلى الإهمال الشديد واللامبالاة تجاه أسر وأقارب وأمهات وأبناء وزوجات القتلى من غير السلاليين، ومعظم القتلى والمغرر بهم هم في نظر العنصرية الحوثية زنابيل وجدوا للاحتراق في سبيل وخدمة ومنفعة أدعياء السيادة والتميز والاصطفاء.

تنقل اليوميات قصصا وحكايات عن أسر تعاني الفقر والفاقة والعوز ولا تجد ما يسد الرمق بعدما فقدت عائليها في جبهات الحوثيين وتركت مهملة ومقصية بلا أي تعويض أو مخصص إعانة وإعالة شهرية. وفي أحسن الأحوال تسلم إليها بمعية الجثة سلة غذائية بسيطة ومبلغ مالي زهيد وينتهي الأمر عند هذا الحد.

تورد ناشطة يمنية قصة امرأة متعبة قتل زوجها الشاب في الجبهة الحوثية وتحولت هي إلى عاملة خدمة في بيت مشرف حوثي أثرى وأفحش في فترة وجيزة وهو الذي غرر بزوجها وآخرين ودفع بهم إلى المقتلة بينما هي صارت في خدمة أولاده وأسرته !!

هذه المآسي تتكاثر وتتكرر في كل حي وحارة ومنطقة بالعاصمة صنعاء والناس يدونونها عبرا ودروسا يومية ولكنهم لا يقوون على المجاهرة بها الآن تحت بطش وفي قبضة القمع الحوثي