الحوثيون يحولون منابر العلم إلى أوكار لنشر أفكارهم السلالية

في قلب جامعة إب التي كانت يومًا رمزًا للعلم والمعرفة يقف المشرف الحوثي عبدالفتاح غلاب مسلحًا بسلاحه الشخصي ليلقي محاضرة أمام الطالبات وخلفه دكاترة الجامعة يقفون في مشهد صادم يكشف مدى الانحطاط الذي وصلت إليه العملية التعليمية تحت سيطرة مليشيا الحوثي هذا المشهد المأساوي يعكس كيف حولت الجماعة السلالية الصروح العلمية إلى أدوات لنشر أفكارها الظلامية ومشروعها السلالي المريض غير آبهة بقيم العلم أو حرمة المؤسسات الأكاديمية.

منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة اليمنية لم تدخر الجماعة أي جهد لتدمير التعليم وتحويل الجامعات والمدارس إلى أدوات لخدمة مشروعها السلالي ما يحدث في جامعة إب هو مثال واضح على كيفية انتهاك الحوثيين لحرمة المؤسسات الأكاديمية حيث أصبح السلاح والخطاب السلالي أدوات رئيسية في “التثقيف” الذي يفرضونه على الطلاب والطالبات.

إن وجود عبدالفتاح غلاب في قاعة علمية يحمل سلاحه ويستخدم لغة الوصاية والإجبار يمثل خيانة لكل ما تمثله الجامعة من قيم الحرية الفكرية والبحث العلمي..هذا ليس سوى جزء من مشروع الحوثيين لتحويل التعليم إلى وسيلة لغسل الأدمغة وتلقين الطلاب أفكارًا قائمة على التجهيل والخرافات وتعظيم شخصيات تسببت في قتل وتشريد الآلاف من اليمنيين.

هؤلاء الذين يزعمون أنهم يحمون اليمن هم من يدمرون مستقبلها بإرغام الطلبة على قبول أفكار سلالية مريضة تخدم أهدافًا سياسية ومذهبية ضيقة بدلاً من تطوير التعليم وتشجيع الإبداع تم تحويل الجامعات إلى مسارح لنشر أيديولوجياتهم القذرة وإجبار الطلاب على الاستماع إلى خزعبلاتهم تحت تهديد السلاح.

خطورة الفكر الحوثي على المجتمع

سيطرة مليشيا الحوثي على المؤسسات التعليمية لا تمثل مجرد انتهاك لحرمة العلم بل هي محاولة منظمة لتدمير النسيج الاجتماعي اليمني الجماعة تسعى إلى غرس أفكارها الطائفية والمذهبية في عقول الشباب مما يؤدي إلى تعزيز الكراهية والانقسام بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا لمستقبل اليمن.

تأثيرات السيطرة الحوثية على التعليم

تسببت سيطرة الحوثيين في تدهور العملية التعليمية بشكل كبير حيث أدت إلى نزوح الكوادر الأكاديمية المؤهلة وانخفاض نسب التعليم بين الشباب وحرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعلم الجامعات أصبحت بيئة طاردة للعلم ومكانًا لفرض الأيديولوجيات المدمرة بدلًا من تطوير الفكر والإبداع.

أصوات المقاومة

رغم القمع والتخويف لا يزال هناك أساتذة شرفاء وطلاب شجعان يرفضون الانصياع لهذه الممارسات يقاومون التجهيل والتجهيل المضاد عبر نشر الوعي وتمسكهم بالقيم الحقيقية للتعليم هذه الأصوات يجب أن تلقى الدعم والمساندة من الجميع للحفاظ على بريق العلم في وجه الظلام الحوثي.

دعوة للجهود الموحدة

إن ما يحدث في الجامعات اليمنية يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي والقوى الوطنية لا يمكن مواجهة هذا العبث إلا من خلال توحيد الجهود لإعادة التعليم إلى مساره الصحيح وحماية الطلاب من سموم هذا الفكر السلالي التعليم هو ركيزة بناء المستقبل وأي تهاون في الدفاع عنه يعني السماح باستمرار الانهيار الذي يهدد اليمن بأكمله.

إن ما يحدث في جامعة إب ليس سوى صورة مصغرة لما تعانيه كافة المؤسسات التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي هذه الجماعة لا تؤمن بالعلم أو التقدم بل ترى في التعليم خطرًا على مشروعها الظلامي ولذلك تسعى جاهدة لتدميره وتشويهه.

على الجميع أن يدرك أن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة هذا الفكر المريض وأن تحرير الجامعات من قبضة الحوثيين هو الخطوة الأولى نحو استعادة اليمن وبناء مستقبل أفضل.