فيديو خاص.. “الخطاط الصغير” ينتزع إعجاب شيوخ المهنة في مصر
ويقول نقيب الخطاطين لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه فوجيء بالموهبة الشديدة التي يمتلكها الشاب القناوي عندما عرض عليه مخطوطاته، مؤكدا إجراء اختبارات عديدة لعبدالكريم قبل منحه الإجازة، وهي شهادة لها مكانة كبيرة في مجال الخط العربي على مستوى العالم.
ويترأس الرجل السبعيني نقابة الخطاطين المصريين منذ سنوات، وهي ماتزال تحت التأسيس، رغم اعتمادها من قِبل آخر مجلس شعب في عهد الرئيس الأسبق لمصر محمد حسني مبارك، لكن مع تعاقب مجالس نواب مختلفة، بات لزاما التقدم من جديد بطلب لتدشين للنقابة، وفقا لخضير.
ويضيف خضير الملقب بشيخ الخطاطين نظرا لتاريخه الكبير في هذا المجال: “عندما رأيت أعمال عبدالكريم شعرت أنه متمرس في خط النسخ منذ عقود طويلة، يدون كل حرف بحساب دقيق، لا يمكن لشخص في هذا السن الوصول إلى تلك النتائج بدون جهد شاق ومستمر”.
ويتابع خضير الذي نُشر عنه كتابا توثيقا بمكتبة الإسكندرية بعنوان “مدرسة مصرية في الخط العربي”:”من الوهلة الأولى أدركت أحقية عبدالكريم في الحصول على شهادة الإجازة، ولم أتردد لحظة رغم صغر سنه، لأن الحكم عليه جاء بناء على خطوات علمية وفنية محسوبة”.
تهللت أسارير مرجان من إشادة شيخ الخطاطين في مصر بمستواه، منوها خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى حرصه على التدريب المتواصل لمدة عامين على كتابة المصحف الشريف قبل التوجه إلى الخطاط الشهير حتى لا يواجه صعوبات أثناء إتمام الاختبارات المطلوبة.
ويتحدث مرجان عن التجربة لموقع “سكاي نيوز عربية” قائلا: “تقدمت إلى الأستاذ خضير بكتابة جميع الحروف واتصالاتها، ثم البسملة وسورة الفاتحة وعدد من الكتابات المختلفة بناء على طلبه مثل (إنما الخطاطون والخياطون يأكلون من أعماق عيونهم)”.
علاقة ابن الصعيد مع الخط العربي بدأت منذ طفولته، نتيجة لاهتمام والده بإجادته للكتابة بصورة سليمة وصحيحة وجمالية، وبعد وفاته أصر عبدالكريم على السير على درب الأب، تعلم من خلال الإنترنت والفيديوهات التعليمية على موقع “يوتيوب” ثم التحق بمدرسة الخطوط العربية بأبوتشت لاكتساب خبرات أكثر وتعلم خمس خطوط.
ويردف الطالب في جامعة جنوب الوادي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “قادني شغفي إلى تمضية ساعات يوميا في التمرين على الكتابة وتقليد خط النسخ في المصحف، والإطلاع على العديد من الكتب والمصادر المتخصص في الخطوط”.
عانى الخطاط العربي من أوجاع في الظهر وإرهاق في عينيه، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار، وكتابة 6 أجزاء من القرآن الكريم، يقول عن ذلك لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كرست حياتي لصالح الخط العربي، والعمل لساعات ساعدني على تحسن مستوى أعمالي”.
بزغ نجم عبدالكريم في محافظة قنا، فاشتهر في أوساط الخط العربي وجرى اختياره لتدريب عدد من الطلاب في مدرسة الخطوط بأبوتشت، فضلا عن تقديم ندوات إلى زملائه في كلية الآداب، وتأليف كتاب عن قواعد خطي النسخ والرقعة لجامعة جنوب الوادي، وفقا للخطاط الشاب.
سر تميز الفنان الشاب في مجال الخط العربي، يعود إلى قدرته الهائلة على التطور وتنمية أدواته كما يؤكد مدحت عبدالبصير، مدير مدرسة الخطوط العربية بأبوتشت، منوها إلى أن المدرسة استقبلت مئات المواهب على مدار 18 عاما لكن عبدالكريم يمتلك موهبة نادرة.
ويضيف الأستاذ الأربعيني الذي أشرف على تعليم عبدالكريم لسنوات: “يملك عبدالكريم طموح عالي في مجال الخطوط، ويتعامل بصبر مع القلم والحبر، ويذهب إلى أي أستاذ ليتعلم في أي مكان، يسافر إلى محافظات أخرى ليجلس مع الفنانين الكبار ويعرف منهم أسرار الخط”.
ويذكر عضو الجمعية العربية للخط العربي: “فخورون بما حققه ابن قريتنا في مجال الخط العربي ولدينا يقين بأن أمامه مستقبل مبهر يحمل الكثير من النجاحات، واختياره كأصغر خطاط في مصر هي بداية كبيرة لموهبة تستحق”.
يتمنى عبدالكريم تحقيق آمال أساتذته والمضي قدما نحو أحلامه الكبيرة التي يفصح عنها لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أرغب في تعلم كافة أنواع الخطوط المختلفة، واستكمال المصحف الشريف والانتهاء من كتابته كاملا، ونشر الاهتمام بالخط العربي في صعيد مصر”.