صدمة بالفيوم.. “طبيب الغلابة” يفارق الحياة بعد أيام من زفافه

وكان محمد رضوان اشتهر بفعل الخير وإجراء الفحوصات على غير القادرين مجانا، فضلا عن قيامه بعمليات التجميل من الحروق والحوادث للفقراء وغير القادرين دون مقابل.

كما كان محمد يجيب على أسئلة المئات دون كلل أو ملل ويصف الدواء لهم خاصة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وبعد تعرضه للإصابة بغيبوبة حاول زملائه الأطباء إنقاذ حياته إلا أن إرادة الله قضت بوفاته عصر الجمعة، بعد زفافه بأيام.

طبيب الغلابة

ويقول الطبيب محسن جمعة أمين عام نقابة الأطباء بالفيوم لـ”سكاي نيوز عربية” إن الطبيب الشاب محمد رضوان كان متزوجا حديثا وأثناء إجرائه عملية جراحية لمريض أصيب الطبيب بجلطة أدت إلى دخوله في غيبوبة.

واضطر مساعده لاستكمال العملية الجراحية مكانه، وبعد ذلك تم عمل الفحوصات اللازمة له بالمستشفى التي كشفت عن وجود شبه جلطة في القلب أدت إلى إصابته بغيبوبة ثم فاررق الحياة.

وأضاف أن قلوب الأطباء حزينة عليه لأنه كان على خلق عال وكان معطاءً وكان يقوم بإجراء العمليات الجراحية للفقراء وللمعدمين دون مقابل، سائلين الله أن يجازيه كل خير عن ما قام به خلال مدة حياته القصيرة.

وبين أن نقابة الأطباء في مصر ” تقدم العزاء لأسرته ولكل الأسرة الطبية بعد أن فقدت أخا عزيزا وعملة نادرة في التسامي والتواضع والأخلاق”.

وأشار إلى أن الطبيب محمد رضوان كان قد أصيب بفيروس كورونا في وقت سابق وتعافى منه، مرجحا أن تكون الوفاة ناجمة عن مضاعفات لجلطة حدثت في وقت سابق أثناء إصابته بالفيروس، مؤكدا أن الأطباء معرضون للإصابة يوميا بهذه العدوى، وأعداد الإصابات كثيرة جدا.

ويكمل  أمين عام نقابة الأطباء “عندما كان يجد أي مريض يحتاج لجراحة في تخصصه كجراح تجميل كان يقوم بها في المستشفى مجانا، وهذه رسالة الأطباء بشكل عام والتي حملها محمد رضوان بصدق على كتفيه”.

وأكد أن هناك الكثير من المبادرات الفردية لعمل صدقات على روح الطبيب، كما أن النقابة تبحث القيام بعمل ما لأسرة الطبيب دون الكشف عن ذلك في الوقت الحاضر، حيث تعمل الأسرة الطبية لدعم كل الأطباء الذين يتوفون في الوقت الحالي كنتيجة لهذا الوباء دون الإفصاح عنها حفاظا على كرامة الطبيب.

تأجيل الزفاف

وكان الطبيب محمد رضوان قد اتخذ قرارا أكثر من مرة بتأجيل حفل زفافه بسبب جائحة كورونا، حتى يتمكن من الجميع من حضور هذا الزفاف، لكنه اضطر في النهاية لإقامة الحفل بحضور عدد محدود من أهل العروسين، وبعد أيام من زفافه دخل إلى العناية المركزة ليفارق الحياة إثر تعرضه لأزمة قلبية ناجمة عن مضاعفات المرض بعدها بأيام.

صدمة الأهالي

وأصيب أهالي الفيوم بصدمة مروعة بعد معرفتهم بنبأ وفاة الطبيب الشهير الذي كان يتمتع بخفة دم وروح فكاهة عالية فضلا عن خلقه الرفيع وسخائه في خدمة الجميع.

وقد بدأ كثيرون من الأهالي في عمل صدقات جارية على روح الفقيد الذي كان مثالا للطبيب الإنسان الذي لم يشغله مال أو شهرة وقام بواجبه على أكمل وجه حتى لاقى ربه محبوبا من الجميع.