عيد الحب في لبنان.. “كورونا” يغير الطقوس والشعارات

وقبل يومين من العيد المنتظر، جال بائع الورد بعربته أسواق العاصمة اللبنانية المقفلة، بفعل الوباء، عارضا باقات من الزهور، ونادى “يلا عالورد” علّه يجد أحد يشتري الورد لحبيب أو حبيبة. وردد مرارا : “يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك”.

يذكر أن تدابير العزل في لبنان استثنت محال من بينها الورود في لبنان.

ومن المقرر أن تفتح أبوابها أمام المُواطنين إستعداداً للإحتفال بعيد الحب، وبيع الورود ولكن فقط عبر خدمة التوصيل (الديليفري)، لكن الأسعار ليست في متناول الجميع مثلاً “الدبدوب الأحمر” يباع حالياً بـ800 ألف ليرة لبنانية، وهو سعر باهظ في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية.

كمامات الحب

وفي مشهد آخر من مشاهد الاستعداد لعيد الحب، استغلت مصممة المناسبة لبث التوعية الصحية والأمل والطاقة الإيجابية في قلوب العشاق والمحبين، وقررت صناعة كمامات عيد الحب.

وتقول المصممة، سارة ترجمان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إنها صممت “كمامات الحب“، “التي ستختلف عن غيرها من الكمامات سيما اذا كانت هدية من الحبيب، مما يجبرك على ارتدائها وتنشق أنفاسك من خلالها ، وبث الروح الإيجابية في القلب”.

وكانت ترجمان أصيبت في انفجار مرفأ بيروت المدمر في أغسطس الماضي، إصابات بالغة، وتخطتها بالعلاج الجسدي والنفسي.

وترى أنها اليوم تزرع الحب قلوبا على شفاه الشباب اللبناني كرسالة توعوية لحمايتهم من كورونا .

وتقول عن فكرتها :”إنها غير مكلفة وإقتصادية في آن معاً لاسيما بالنسبة للأسعار في لبنان ، كما أن الهدف منها ليس الربح بقدر ما هو إيصال رسالة ، وبما أن الكمامة هي الوسيلة الوحيدة التي باتت من مستلزمات كل لبناني فقد أردت أن أعبر عن رسالتي من خلالها”.

أما محتوى التصميمات فيضم كلمات ذات صلة بالوباء: “عملت PCR وطلعت POSITIVE بحبك “، إلى جانب عبارات أخرى وشعارات العشاق والقلوب الحمر والورود من قبيل : “حبي الأول والأخير” و”حبيتك وبحبك” و”إنت الحب” .

ومن التصميمات الأخرى، كمامات القلوب المُزينة بقلب أحمر، أو قلوب صغيرة، لإرتدائها في عيد الحب وبألوان عدة، مثل الأحمر والأسود والفضي، مصنوعة من قماش الساتان اللامع، وهي مُناسبة للاحتفال بـ”عيد الحب” في أي مكان حتى خارج المنزل.

وعن الترويج لمصنوعاتها في ظل الإقفال توضح سارة: “نوزعها عبر الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي”، وتشير إلى أن كمامات فالانتين تم بيعها قبل شهر فبراير الحالي، بسبب شدة الإقبال. 

الكمامة رمز الحياة

ويقول محمد عبد الحميد الذي يدير مطبعة متخصصة: “تأخذ طباعة كمامات عيد الحب وقتنا الأكبر حالياً، وقد بدأت منذ مطلع فبراير والهدف منها التوعية والنصح، وإذا أهدتني زوجتي كمامة موقعة فحتماً سأرتديها وهنا تكون الرسالة المقصودة قد وصلت”.

ويضيف “لأن الكمامة، باتت جزءاً أساسياً من نمط حياتنا، في ظل تفشي فيروس كورونا فقد بدأ الجميع يعتاد عليها ليضيفها فوق الكمامة الطبية وأطبع الآلاف منها حالياً”.

وتقول الفتاة مايا: “أحب هدية الورد ، ولكنني قرأت بالأمس مقالاً أخافني يقول بعدم شم الورد فربما نقل عدوى كورونا من خلال حاسة الشم والأنف ، لذلك سأكتفي بشراء دب صغير أحمر أعقمه أو كمامة معقمة أيضاً”.