انتخابات إيران.. لماذا يزجُ المرشد بمرشحي الحرس الثوري؟

وتبعا لهذا، يحرص المرشد الإيراني، علي خامنئي، على الدفع بمرشحين للانتخابات الرئاسية من الحرس الثوري المتشدد، وذلك للسيطرة على مفاصل الدولة خوفا من انفجار محتمل، بحسب ما أوضحه المعارض الإيراني، المقيم في الولايات المتحدة، علي رضا اسدزاده، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وأكد المعارض الإيراني، أن الانتخابات القادمة “مفصلية”، مضيفا في تصريحه لـ”سكاي نيوز عربية” أنها: “انتخابات مفصلية لعدة أسباب، من بينها إدارة العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ يحاول المرشد الإيراني، أن يوحد الصفوف الداخلية حتى يكون بمقدوره السيطرة على السياسة الخارجية، وأن تصبح كافة القرارات العسكرية بيد الحرس الثوري، وذلك في مواجهة سياسات الحكومة الأميركية الجديدة المتوقعة”.

وأوضح اسدزاده: “هناك عدد من المرشحين الرسميين من قبل الحرس الثوري، أبرزهم القيادي حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني السابق، والقيادي في التنظيم ذاته، وسعيد محمد قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري، حيث بدؤوا حملتهم الانتخابية رسمياً”.

وتابع: “هناك أحاديث أخرى متداولة عن ترشيح رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، وهو جنرال سابق في الحرس الثوري، وقد زار موسكو، قبل أيام قليلة”.

والهدف من ترشيح عناصر الحرس الثوري، بحسب المعارض الإيراني هو “سيطرة العناصر المقربة من المرشد الإيراني، بهدف إحكام القبضة والهيمنة بالكامل على مفاصل الدولة، التشريعية والتنفيذية، وتعزيز العلاقات مع الشرق بدلاً من الغرب”.

نجاد في الصورة

لكن ثمة جبهة ثالثة، تدفع باتجاه ترشيح محمود أحمدي نجاد، والذي تم استبعاده من قبل مجلس صيانة الدستور، في الانتخابات الماضية، بحسب المصدر ذاته، إذ إنّ المجموعة المؤيدة له “تحاول أن ترشح أحمدي نجاد من منطلق المعارضة في هذه الانتخابات”، كما يتوقع أن “يمرر مجلس صيانة الدستور عدداً من الإصلاحيين، لخلق أجواء تنافسية في هذه المسرحية”.

ومن بين الأمور المثيرة للسخرية، برأي رضا اسدزاده، أنّ “المرشحين المنتميين للتيار الراديكالي، حسين دهقان وسعيد محمد، ينتقد كل منهما الوضع الحالي عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وكأنّهم بعيدون كل البعد مما يجري في إيران، حالياً، وباعتقادهم أن تلك المعارضة ستنجح في كسب رأي الشارع الإيراني”.

وأعلن مستشار المرشد الإيراني، العميد حسين دهقان، عن ترشحه، رسميا، للانتخابات الرئاسية، في نوفمبر العام الماضي، فرجح مراقبون، وقتئذ، أن النظام الإيران سوف يدفع باتجاه “عسكرة الرئاسة”، وتنصيب أحد العناصر القريبة من الحرس الثوري الإيراني.

وقال الدهقان الذي تولى منصب وزير الدفاع، في الولاية الأولى لحكومة حسن روحاني، بين عامي 2013 و2017: “أعلن استعدادي لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2021، وسأقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية بأقل تكلفة”.

وأضاف في لقاء بثه التلفزيون الرسمي الإيراني: “أنا عنصر وطني وثوري ولدي كل القدرات الفكرية والعقلية والتنفيذية لدفع أهداف ومصالح النظام والثورة. وليست لدي نزعة خاصة لأن أكون إصلاحياً أو أصولياً، أؤمن بمبدأ الثورة وأنا قادر على توفير جو التوافق والتفاهم والحوار على المستوى الوطني والحوار من موقع الكرامة مع العالم الخارجي”.

حظوظ قائمة

وفي حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، يشير فتحي المراغي، مدير وحدة الأبحاث والدراسات في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، إلى أنّ “حظوظ جنرالات الحرس الثوري للوصول إلى مقعد الرئاسة بإيران قائمة.
وأكد أن ما يدعم هذه الحظوظ هو أن تكوين البرلمان الحالي يحظى بأغلبية من القادة السابقين بالحرس الثوري، وكذا قانون الانتخابات الذي تم إصداره العام الماضي، وحدد هوية المرشحين المحتملين، بالإضافة إلى طبيعة النخبة الراديكالية المحيطة بالمرشد الايراني، وقد نجم عنها تضخم في سلطة استخبارات الحرس الثوري، بقيادة حسين طائب”.

وتبعاً لهذا الوضع الداخلي المعقد في إيران، فإنّ فرص صعود أحد قادة الحرس، تبدو كبيرة، فخلال الثمانية أعوام الماضية، لم ينجح الإصلاحيون في العودة للحياة السياسية، ولعبوا دورا هامشيا، بعدما تم القضاء على تجربة محمد خاتمي، على يد محمود أحمدي نجاد، بحسب المراغي.

ويشير مدير وحدة الأبحاث بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية إلى أن عسكرة الدولة تتماشى مع اتجاهاتها العامة، خلال العقد الأخير، والذي تزامن مع أحداث ما عرف بـ”الربيع العربي”، حيث “تغولت الميلشيات الإيرانية في عدد من العواصم العربية، فجرى توجيه ضخم للميزانية لجهة دعم هذه الأدوار الخارجية، حتى في ظل الأزمات الاقتصادية العنيفة.

ويختم: “تتوقع إيران تحديات جمّة، خلال العقد القادم، على مستوى أمنها القومي، بسبب تمركز الجهاديين السوريين على حدودها الشمالية الغربية، على خلفية الحرب الأرمنية الأذرية، ناهيك عن نشاط الجماعات الكردية المسلحة، والأحواز العرب، وبالتالي، فالنظام الإيراني يتحرى وصول رئيس عسكري، وليس ذات خلفية عسكرية، مثل روحاني، وهو ما يمكن ملاحظته كذلك في الهيكلة الجديدة التي يتعرض لها الجيش الإيراني، والذي يتم تفكيك وحداته ليكون على شاكلة الحرس الثوري، بميلشياته وفيالقه، بينما يتم تحويله لسرايا وفرق، تتماشى مع الحروب غير المتماثلة أو حروب العصابات”.