حلم عزت العلايلي الذي لم يتحقق بسبب الوفاة
في أكتوبر الماضي، استضافت الإعلامية المصرية لميس الحديدي العلايلي والناقد الفني طارق الشناوي للحديث عن راحل آخر وهو الفنان محمود ياسين، حينها قال العلايلي أن أمله تحقق أخيرًا بالبدء في إعادة تصوير مسرحية “أهلا يا بكوات”، والتي قدمها مع الفنان حسين فهمي.
فرحة العلايلي في سن الـ85 بعد كل ما قدمه من أعمال فنية جعلته مخلدًا في الذاكرة الفنية العربية كانت كبيرة، بحسب الناقد الفني طارق الشناوي، والذي كشف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن عزت كان يأمل أن يعيد تصوير المسرحية مرة أخرى وبدأ فيها بالفعل حيث كان يراها من أهم أعماله الفنية التي لاقت نجاحا جماهيريًا.
أمر غير معلوم
محمود نجل الفنان الكبير عزت العلايلي أكد بدوره لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الأمر معلق الآن، نتحدث بعد ساعات قليلة من الوفاة، ومن ثم لا نعرف موقف هذه الأعمال الفنية التي كان يأمل والده في تمثيلها وإعادة انتاجها مرة أخرى، مشيرا إلى أن “أهلا يا بكوات” تحديدًا كانت من أكثر الأعمال المقربة إليه.
النجاح الكبير للعرض الأول للمسرحية كان عام 1989، وأحدثت دويًا هائلًا وقتها، حيث تم إعادة تصويرها مرتين بعدها بممثلين مختلفين مع الإبقاء على بطلي العرض عزت العلايلي وحسين فهمي مع المؤلف لينين الرملي والمخرج عصام السيد، ومع محاولة إنتاجها من جديد بعد 32 عامًا أغلقت الستارة بوفاة بطلها عزت العلايلي.
يؤكد الناقد الفني طارق الشناوي، أنه من الصعب تحقيق حلم العلايلي هذه المرة، حيث كان يتمنى أن يقدمها هو بنفسه على خشبة المسرح، وفي نفس السياق من غير المتوقع أن يكون هناك فنان بقيمة العلايلي يقف أمام حسين فهمي لإعادة تصوير المسرحية العالقة في أذهان المصريين والعرب لفترات طويلة بمشاهدها المهمة.
موعد على المسرح
الفنانة لقاء سويدان كانت ضمن الفريق الثاني الذي دخل على الطاقم الفني لمسرحية “أهلا يا بكوات”، عندما تم عرضها في عام 2006 على المسرح القومي، تقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إنها صُدمت بسماع خبر وفاة الفنان عزت العلايلي، حيث اتفقا على لقاء في المسرح للحديث عن إعادة تمثيل المسرحية مرة أخرى، إلى جانب دعوته لحضور مسرحية “سيد درويش” المعروضة حاليا في مصر.
تضيف سويدان أن العلايلي كان فرحا وشغوفا بالعودة للمسرح، حيث قال إن عرض “أهلا يا بكوات” مناسب لهذه الفترة لما فيها من تجسيد لعراقة المصريين وحضارتهم وتاريخهم الكبير، إلى جانب حاجة الناس لفن حقيقي يبرز هويتهم المفقودة مع أعمال فنية فقيرة تعرض منذ سنوات.
وتؤكد لقاء أنه لولا الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد لكانوا بدأوا في البروفات بالفعل لإعادة تمثيل المسرحية وفقًا لرغبة عزت العلايلي، والذي رأي ضرورة تأجيل ذلك خوفًا على الطاقم الفني من إصابة أحدهم بالوباء، حيث كان من المفترض أن يتم التحضير الفني لذلك قبل أن يغيبه الموت الجمعة.
لقطة أخيرة
ويعتبر الظهور الأخير للعلايلي في مهرجان الإسكندرية السينمائي في الدورة الـ36 والتي حملت اسمه، حيث أبدى فرحة غامرة بهذا التكريم الذي جاء بالصدفة قبل وفاته مباشرة، وأشار خلال التكريم بسعادته بعودة المسرحية، والتي تعد من أعظم الاعمال المسرحية المصرية والتي حققت نجاحًا مدويًا بعد عرضها، ومع إعادة عرضها في مواسم مختلفة، تحقق نفس النجاح والإقبال الجماهيري الكبير.
مسرحية “أهلا يا بكوات” تدور أحداثها في عصر المماليك، حيث تبرز السلبيات الكثيرة التي كانت موجودة في ذلك العصر، سواء في قصور السلطة أو في قراراتها، كما تلقي الضوء على الطبقة المحكومة التي تواجه قهرًا وتعجز عن صده.
وغيب الموت الفنان عزت العلايلي، الجمعة، عن عمر ناهز الـ86، بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال الخالدة في الذاكرة الفنية المصرية والعربية، حيث حصل الفنان الراحل على العديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الطريق إلى إيلات“، ودرع تكريمي في مهرجان ART السينمائي لعام 2009، بالإضافة إلى تكريم من مهرجان وهران للفيلم العربي عام 2017.