واشنطن وطهران وبايدن.. مسارات العلاقة “المتقلبة”
وتتراوح هذه المواقف بين دعوة طهران إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي، وأخرى تحذر من نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة، وذلك بعد انتهاء فترة ترامب الذي سحب الولايات المتحدة من الاتفاق.
إلا أن المقاربة الدبلوماسية الجديدة التي يرغب فريق بايدن في وزارة الخارجية إطلاقها مع إيران، لا تعني، بحسب مسؤولين عسكريين أميركيين، التخلي عن الثوابت التي تكونت عبر عقود طويلة لدى وكالات أمنية واستخباراتية في واشنطن، وتحديدا في وزارة الدفاع (بنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
وحسب مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، فإن “قدرات إيران الصاروخية تقدمت بخطورة، ولنكن واقعيين بدأ ذلك مع إدارة أوباما لكنها ارتفعت في الأعوام الأربعة الماضية”.
وأضاف سوليفان متحدثا عن الإيرانيين: “تهوّرهم ودعمهم للإرهاب لم يتراجع، وهم يقومون بهجمات مباشرة على شركائنا، لكن إذا نجحنا بالعودة الى الدبلوماسية فإن ذلك سيوفر لنا أرضية مع الحلفاء لمواجهة تهديداتهم الأخرى بما فيها صواريخهم البالستية”.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية إن دعوة طهران بالوفاء بالتزاماتها والعودة إلى الاتفاق النووي من دون أي شروط مسبقة، لا تعني أن الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في واشنطن لا ترصد نشاطاتها المزعزعة للاستقرار، ولا تدرك أهمية التصدي لها.
فقد أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، أن إيران “تواصل دورها الخبيث من خلال دعمها الإرهاب في الشرق الأوسط بكامله”.
وأوضح: “لا يزال الإيرانيون يشكلون تهديدا لحلفائنا وأصدقائنا، ولا يزال لديهم برنامج صواريخ بالستية نشط. أنا لا أتكلم باسم وزارة الخارجية وكيف ينظرون للعودة إلى الاتفاق النووي، نحن هنا لا دخل لنا بذلك”.
وبالنسبة للبنتاغون، فإن التعامل مع إيران لم يخرج من إطاره العسكري والأمني، وبالتالي فإن أي رغبة في تحقيق مقاربة دبلوماسية معها عبر شركاء أوروبيين، لا يعطل دور القوات الأميركية في مواجهتها وردع أي تهديد من قبلها ضد مصالح أميركية أو ضد حلفاء واشنطن في المنطقة.
ورغم حديث قادة واشنطن العسكريين عن دخول العلاقات الأميركية الإيرانية مرحلة الفرص، لكن يبدو أن التقييم العسكري والاستخباراتي لنشاطات طهران في المنطقة لا يبشر بأن التقارب معها سلميا ودبلوماسيا سيكون وشيكا، وفق المشاهدات الحالية.