السليمانية.. أطفال يتحدون المرض بالرسم والفن

مهرجان “سوق الماركات” هذا ينظم من قبل اتحاد مصدري ومستوردي كردستان، بالتنسيق مع جملة شركات ومصانع ومعامل إنتاجية متعددة الاختصاصات، من المواد الغذائية إلى الطبية والمشغولات الحرفية اليدوية والألبسة والتحف، وصولا إلى القرطاسية والكتب والكماليات ومواد التجميل وغيرها من المنتجات.

فالمعرض يعتمد، بحسب تصريح رئيس اتحاد مصدري ومستوردي كردستان شيخ مصطفى عبد الرحمن، على “معياري الجودة والأسعار المخفضة”، التي تصل نسبة تخفيضها إلى 35 في المئة.

وتباع الكثير من المواد المعروضة في المعرض بأقل من سعر الجملة، في محاولة بحسب الجهات المنظمة والمشاركة، للتخفيف عن كاهل المواطن الكردي والعراقي بشكل عام.

ويأتي تخفيض الأسعار في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، وتفاقم أزمة تأخير صرف حكومة الإقليم رواتب الموظفين، التي توزع كل شهرين ونصف مرة.

ويشهد السوق إقبالا كبيرا من الزوار، وبعضهم يرتاده ربما من باب الفضول والمشاهدة وتمضية الوقت وليس بالضرورة للتبضع من المعرض الذي يسهم بكل الأحوال في تحريك ركود السوق، بفعل تفشي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية الطاحنة وتدني قدرة المستهلكين الشرائية.

لكن أكثر ما خطف الأضواء وطغى على ما عداه، المبادرة اللافتة من قبل المعرض لتخصيص جزء من ريع مبيعات السوق وأرباحه لمستشفى هيوا (أي الأمل بالعربية) الخاص بمعالجة مرضى السرطان في مدينة السليمانية، والذي يستقبل مجانا المرضى من مختلف مناطق العراق، وحتى من دول مجاورة مثل سوريا.

وعرضت في أحد أركان السوق مجموعة لوحات رسمها أطفال مصابون بالسرطان، سيذهب ريعها لصالحهم وصالح مستشفى “هيوا” الذي يتلقون العلاج فيه، ما يحسب لهذا المعرض عدم ارتهانه للاعتبارات والحسابات المادية الربحية والتسويقية فقط.

وبهذا يبدد المعرض، ولو نسبيا، الانطباع العام عن مثل هذه الأنشطة والمعارض، بأن جل اهتمامها في الغالب الأعم الترويج التجاري والربح المادي، ويؤكد على ضرورة أن يكون لديها اهتمامات ومبادرات خيرية تطرق قضايا وموضوعات إنسانية جديرة بالدعم والاحتضان والمساعدة من قبل الشركات ورجال الأعمال.

وثمة ركن خاص في أروقة المعرض بمستشفى الأمراض السرطانية هذا، حيث يتم خلاله إجراء فحوصات أولية لمن يرغب، في إطار حملة للتبرع بالدم والبلازما لمرضى المستشفى.

ومن المقرر في هذا السياق، أن يقوم وفد مشترك من مختلف الجهات المشاركة في المعرض بزيارة مستشفى هيوا، للقاء الأطفال المرضى وتوزيع الهدايا عليهم، بما يسهم في التخفيف ولو قليلا عن آلامهم، وزرع البسمة والأمل على محياهم البريء، رغم وهن المرض ووطأته الثقيلة.