ذمار.. مليشيا الحوثي تُغذي الصراعات القبلية في المحافظة
حذرت مصادر مطلعة من تُفَاقِم النزاعات والحروب القبلية يوم تلو أخر، بين عدة قرى بمديرية الحدا بمحافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء متهمة في الوقت ذاته المليشيات الحوثية بالعمل الممنهج في إذكاء نارها المستعره.
وقالت مصادر، إن قيادات ومشرفي مليشيا الحوثي تقف وراء تصاعد الحروب القبلية والنزاعات التي شهدتها عدة قرى في مديرية الحدا بدافع الانتقام من أبناء قبائل الحدا لمساندتهم ثورة 26 سبتمبر 1962م التي اسقطت النظام الامامي البغيض وبهدف سلب القبائل المتنازعة أموال وجبايات باهضة لصالحها.
وكشفت المصادر ان اغلب الحروب التي اندلعت مؤخرا بين عدد من قرى الحدا عمدت قيادات ومشرفي المليشيات الحوثية على اذكائها وأشعال نارها رافضة تدخل شيوخ ووجاهات القبائل المجاورة لتلك القرى المتحاربة التي كل مره تكاد في اخمادها واطفاء نار تلك الحروب.
وأوضحت المصادر ان الحرب التي تدور بين أهالي قريتي “نشال” و”الزور” في منطقة النصرة على خلفية الحد واراض بين القريتين والتي يدعي كل طرفا ملكيته لها كانت على وشك حلها من قبل عدد من وجهاء الحدا المجاورين لتلك القرى فقامت ميليشيات الحوثي بالتدخل فورا واخراج حملة أمنية من قبلها وأقدمت على سجن عدد من وجهاء القريتين وتركتهم أكثر من عام في حبال القضاء الحوثي الطويلة دون ايجاد أي حل مرضي للطرفين ودون ضبط أي رادع يعمل على اشعال الحرب مجددا.
وبينت المصادر أن المليشيات قامت ايضا بفرض أموال تقدر بالملايين الريالات على طرفي الحرب وضمانات دون ايجاد أي حل لهم ثم تركت الحرب تقرع طبولها من جديد واعقب ذلك قيام حملة أمنية حوثية باقتحام منازل اهالي قرية “نشال” ونهبها والعبث بها وتكسير واحراق محتوياتها.
وخلفت الحرب الدائرة بين أهالي قريتي “نشال” و”الزور” أكثر من ثمانية قتلى و٢٠ جريحا من كلا الطرفين – وفقا للمصادر.
وأضافت المصادر ان وجاهات قبلية من الحدا اوشكت على ايقاف الحرب الدائرة بين اهالي قريتي “مريد” و”المشاخره” بمنطقة النصره فتدخلت المليشيات الحوثية واخرجت حملة أمنية على أهالي قرية “المشاخره” اسفرت عن مقتل 2 من مسلحي المليشيات وعلى أثر ذلك تأججت الحرب وتصاعدت بين القريتين موقعة نحو سبعة قتلى وتسعة جرحى.
وأكدت المصادر أن وجهاء من قبائل الحدا ينتمون للقرى المجاوره للقريتين المتحاربتين تدخلت بعد ذلك وتمكنت من عقد صلح محدود بين الجانبين.
وذكرت المصادر أن حرب جديدة اندلعت خلال الأيام الماضية بين أهالي قريتي “جرشب” و”بني محمد” على خلفية الحد واراض بين القريتين والتي يدعي كل طرفا ملكيته لها وباشرت وساطة قبلية تضم عدد من مشائخ ووجهاء القرى المجاوره على التدخل وبذل مساعي لحلها الا ان المليشيات منعت الواسطة من القيام بدورها ودارت اشتباكات متقطعة بين الجانبين.
ولفتت المصادر أن المليشيات الحوثية لها باع طويل في أشعال الحروب والفتن والنزاعات القبلية بين عدة قرى ( الجلب – الزييده – الخرابه – بيت جربان – بني عيسى – كومان سنامه – وبني بخيت) وعدد من القرى الأخرى التي يمارس قيادات ومشرفي جماعة الحوثي ابشع استغلال لتلك الحروب عبر سلب القرى المتحاربة أموال باهضة وفرض ضمانات على كل طرفا منها متعمدة عدم ايجاد حلول جذرية ونهائية لها بغرض الاسترزاق والاستفادة ماليا من تلك الخلافات والحروب في ظل استمرارها.
وحملت المصادر قيادة الحوثيين بمحافظة ذمار وقيادة المجلس المحلي بمديرية الحدا وإدارة الأمن التابعة لها المسؤولية الكاملة والقانونية عن استمرار الحرب والتقاعس عن واجباتها كسلطة أمر واقع ورفض قياداتها ايجاد أو فرض حلول منصفه وترضي كل اطرافها والعمل على اخماد نارها المشتعلة من وقت الى أخر.
ودعت المصادر وجهاء ومشائخ الحدا للعمل على ايقاف الحروب بين قرى الحدا المتنازعة وحل تلك القضايا بعيدا عن تدخلات مليشيات الحوثي وعدم اللجوء إليها لانها تعمل على إذكاء نارها وتغذيتها متسببة في ارتفاع نسبة الحروب والنزاعات في مديرية الحدا لتكون أكثر المديريات بمحافظة ذمار التي تشهد حروبا قبلية.