هل تحتاج مأرب الى إنشاء جبهة شعبية للدفاع عنه ؟
المهندس/ حسين بن سعد العبيدي
عندما جاءت رسالة النبي سليمان الى الملكة بلقيس قامت الملكة بقراءة الرسالة ثم عرضها على مجلس الأقيال السبئي، وكان رد شعب سبأ كفيل بتحريك بلقيس لجيوشها وعتادها والهجوم على بيت المقدس وتأديب تلك الدولة المتعجرفة التي طلبت من بلقيس وشعبها الأستسلام والصغار.
حينها تقدم أعيان وممثلي القضية اليمنية السبئية الى القائدة بلقيس وقالو لها تلك العبارة التي وثقها القرآن والتاريخ الى الأبد ” قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد” وكانت هذه الرسالة التاريخية ملاذآ لقائدة سبأ ورفع في ثقتها ومعنوياتها لمواجهة أي دخيل أو غازي لمملكة سبأ.
واليوم تتكرر هذه القضية وتتحرك جحافل القوات الحوثية مرة أخرى نحو مأرب بحجة الأنتقام من أعدائهم الذين أتخذوا من جغرافيا مأرب موطنآ دائمآ لبسط نفوذ بديل وأستنزاف ثروة ومقدرات مأرب العظيمة. واذا قدر لأبناء مأرب الأنتصار وفرض المنهح السياسي المتوافق فأننا سننتقل الى تأسيس الجبهة الشعبية العريضة.
وبغض النظر عن ما ستتخذة السلطات الشرعية من مواجهة زحف الحوثيين نحو مأرب والكم الكبير للقوى العسكرية التى أنشئتها لحماية هذه السلطة البديلة ولحماية مأرب على مدى الخمس السنوات الاخيرة للحرب بدعم سخي من الأشقاء في التحالف العربي الذي اتى لدعم الشرعية واستعادة الدولة والجمهورية.
أن أبناء مأرب جاهزون لتحمل المسؤلية التاريخية تجاه وطنهم والدفاع عن بلدتهم الطيبة كما تحملوها سابقآ بكل شرف وأستبسال وسيقومون بذلك من خلال أنشاء و بناء جبهة شعبية عريضة للدفاع عن مأرب والحفاظ على مواردة الطبيعية والعامة وتفجير طاقة الأمة للدفاع عن الجمهورية وقيم العيش المشترك والتحول الديمقراطي وهذه الجبهة مفتوحة لكل الوطنيين لاستعادة روح الجمهورية ومحاسبة من ثبت تؤاطهم بالتفريط بالثوابت الوطنية والدستورية.
فكما يعرف الكثير بأن المجتمع في مأرب بفئاتة المتعددة والقبلية وأغلبية هذه الأطياف لا زالت تبحث عن مبادرة أخرى غير هذا الصراع، فأن غالبية الناس في مأرب وهم المتضررين الرئيسين من وجود هذا الصراع المستعير يرغبون في نهج سياسي ديمقراطي آخر و غير أقصائي يساهمون في تأسيس هذا النهج ويتبنون أفكارة ومبادئة ويتحركون لتخطيطة وتنفيذة.
ومن هذا المنطلق فأن هذه الورقة مشروع مبادرة لتأسيس جبهة شعبية واسعة ومتعددة الأطياف تقوم بتفكيك بؤر الصراع القائمة واحلال منظور السلام الاجتماعي والسياسي المبني على الحوار والحجة ولاشيء غيرها.
أن المحجبون عن التغيير اليوم يقفون موقف الدفاع عن صمتهم فتجار الحروب لا يعجبهم أن تكون هذه الأغلبية الصامتة لا زالت تحرس حياتها بعيدآ عن المشاركة في التصفيات القديمة ويعملون بشتى الوسائل على دمج هذه الأغلبية في الصراع الذي لا يعرف اولة أو منتهاة فلقد أصابت هذه الفئة المتوترة بتخمة القتل والأسر وأهلاك الحرث والنسل وترغب في دخول وجوة جديدة الى حلبة الصراع ولن يهمها أن يعلقوا صورهم على لوحات ملونة في شوارع وجدران المدن والمدارس والمؤسسات.
ولذلك فأن دعوتنا لأنشاء نهج بديل وبصورة عاجلة هي دعوة في الأساس لانقاذ هولاء المتصارعون بالدرجة الأولى من هذه الحرب التى وقودها الأبرياء والمساكين والحرب غير المشروعة بدرجة أساسية، أملآ في أن يلتفت هولاء المتصارعون الى هذه الأغلبية والأستماع الي صوتها وأعطاء الفرصة الوحيدة لهذه الأغلبية ان تناقش المشروع البديل.
ولهذا فإننا نتمنى من قوى التحالف العربي والتي تتبنى مشروع إعادة الشرعية والسلام لليمن أن يحتضنوا مشروعنا الجديد الذي يختصر طريق الوصول الى السلام والتعايش وتحقيق أهداف اعادة الدولة اليمنية وأساس هذه الجبهة هي الكوادر المدنية الواعية والسياسية والمنظمات الجماهيرية والشباب وبزعامة جميع القبائل المأربية السبيئية التى عاهدت الوطن على أنتهاج الأنفتاح والتسامح والمتمسكة بحقها المشروع في السلام والتنمية، وتنمية موارد وثروات الوطن نحو البناء والتطور لهذا الشعب المظلوم والعودة بالمتصارعين الى مائدة السلام تحت ادارة هذه الجبهة الجديدة.
{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }.
**رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الأستراتيجية.