فساد يكشف أسباب سقوط “نهم” وماذا يحدث في وزارة الدفاع؟

1- كانت جبال نهم هي خط المواجهة مع العدو، موقع جغرافي ذو أهمية كبيرة في أوقات الحرب والسلم على حد سواء، حيث مناجم الزنك في باطنها تمثل ثروة، وسلاسل جبلية توفر أفضلية عسكرية في الحرب، ولم أستغرب لسقوط نهم، لكن استغربت من حجم المواقع التي كانت قوات الشرعية قد سيطرت عليها منذ 2016.

2- سطر المقاتلون بطولات حقيقية في نهم، قهروا الجبال القاسية والوعرة والعدو، ثم جمدت الجبهة وأدخلت الفريزر، وواجه المقاتلون أعداءً جدد، وظلوا يقاتلون على عدة جبهات استنزفت أرواحهم وطاقتهم، عاشوا ظروفاً قاسية يعانون من فساد القيادات، ويواجهون الظروف القاسية، وشحة الغذاء، وتوقف الرواتب.

3- تحررت جبال نهم بفضل مقاتلين مخلصين مؤمنين بقضيتهم ووطنهم، لكن مع مرور الوقت وحالة الجمود تم تدميرهم، وجدوا أنفسهم في معارك مع قادة أداروا الجبهات بمنطق رجال العصابات، جندوا عشرات من معاريفهم ومناطقهم وعينوا أولادهم وأقاربهم ضباطاً ومسؤولين عن المالية والتموين والإمداد والتسليح.

4- كانت النتيجة ظهور جيش من القادة والضباط الفاسدين ينهبون مستحقات المقاتلين ونصيبهم من السلاح والتغذية، تضخم هذا الجيش في دوائر وزارة الدفاع (الدائرة المالية، الأفراد، الإمداد.. الخ) وأصبح أضعاف الجيش المرابط في الجبهات، الفساد والعبث أحبط الجنود وحطم أرواحهم وأخمد طاقتهم.

5- ميزانية التوجيه المعنوي ضعفي ميزانية المستشفى العسكري، وأضعاف مخصصات جبهة نهم، وجيش التوجيه يضم 800 ضابط ومئات الأسماء لا يفعلون شيئا ولا تعلم ما هي وظيفتهم، أغلبية منهم مجرد أسماء في الكشوف يقبضون رواتباً ولديهم أعمال خاصة، أو في صنعاء، ويتم تحويل رواتبهم عبر البنوك.

6- في ظل هذا الوضع الفاسد والمختل، تم إحراق المقاتلين في الجبهات وتدميرهم نفسياً ومعنوياً، ونهب حقوقهم لصالح جيش آخر من القادة والضباط والمرافقين في دوائر وزارة الدفاع، والنتيجة كانت سقوط أهم موقع استراتيجي يمثل خط المواجهة مع العدو.

قائد المنطقة السابعة اللواء محسن الخبي، يتحمل مسؤولية مباشرة عن الهزيمة في جبهة نهم، بجانب محافظ الجوف أمين العكيمي، وقائد اللواء 139 العميد أحمد البريهي، والمنتظر إقالتهما وإقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان والتحقيق معهما، ولا يمكن إعفاء الرئيس ونائبه من مسؤولية ما حدث.

*سلسلة تغريدات نشرها الزميل الصحفي فاروق الكمالي على حسابه في “تويتر”