متوعدا بقتل المتظاهرين.. مليشيا إيران تنفذ تهديدها والعراقيون يتوعدون
في وقت كانت دماء المتظاهرين الذين سفك بهم رصاص الميليشيات في بغداد لم تجف بعد، جمع زعيم ميليشيات ما يسمى بـ”عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، عشرات من أنصاره ليرد على العقوبات الأميركية.
وتصريحات الحزعلي تأتي بعد أقل من يومين على إقدام جماعات مسلحة، أكدت مصادر عدة أنها تابعة لميليشيات الحشد الشعبي، على قتل أكثر من 20 مدنيا في ساحة الخلاني، وذلك في أحدث جريمة تطال المتظاهرين.
وحاول الخزعلي، المتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، التقليل من أهمية العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأميركية، في تصريحات تهكمية لم تخل في الوقت تقسه من تهديد مبطن للمتظاهرين.
والخزعلي الذي أطلقت ميليشياته المدعومة من إيران النار على المتظاهرين العراقيين وقتلتهم خلال الاحتجاجات المستمرة منذ الأول من أكتوبر، تباهى بأنه لن يتأثر بهذه العقوبات وبأنها لن تنال منه.
وأثارت تصريحاته المصورة، التي نشرها على حسابه في تويتر، ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين الذين أكد معظمهم بأنه لن يفلت أبدا من المحاسبة بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق العراقيين الأبرياء.
وقال أحد المغردين إن “بعض الجرائم..لا يعاقب عليها القانون ولكن تعاقب عليها الأيام واسألوا الذين ظلموا”، في حين طالبت مغردة من الخزعلي إزالة الوشاح الذي يزينه العلم العراقي عن كتفه لكي لا يدنسه.
وبينما تباهى الخزعلي بأن العقوبات لن تنال منه بسبب عدم امتلاكه لحسابات بنكية في الولايات المتحدة، انتقده مغردون مؤكدين أنه ضالع في الفساد الذي يستشري في العراق، وهي الآفة التي كانت من أبرز عوامل اندلاع الاحتجاجات.
وفي هذا السياق، قال مغرد “الموضوع لايهمك حقك كون نقودك ليست في أمريكا إنها في إيران..”.
وقال آخر “عزيزي الشيخ قيس الخزانة الأميركية هي عقوبة رمزية لعقوبات قادمة وهي تشمل الأموال الموجودة في كل مصارف الدول وليس مصارف أمريكا وحاليا هم يحاولون تجميد حساباتك حتى في المصارف العراقية وبالنسبة لطلبك بالتصنيف كإرهاب فأنت مصنف في أمريكا والإمارات على لائحة الإرهاب منذ 2014”.
ولم يكتف الخزعلي بالتهكم على العقوبات، بل هدد بطريقة غير مباشرة المتظاهرين، عبر تخوينهم واعتبارهم جزء من مخطط استخباراتي، متناسيا أن العراقيين هبوا إلى الشوارع بسبب الفقر والبطالة وسوء الخدمات في بلد يعد من أهم منتجي النفط.
ولكن أموال النفط وثروات العراق الطبيعية تذهب إلى جيوب الممسكين على السلطة والميليشيات التابعة لإيران، وهو ما يضع العراق على رأس الدول التي تعاني من الفساد وفق منظمة الشفافية الدولية والبنك الدولي.
ولإيران دور فعلا في تفشي الفساد عبر أذرعها، وبينهم الخزعلي الذي يرتبط بإحدى لجان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، التي طالبت استخدام العنف المميت ضد المتظاهرين بغرض الترهيب العام.
وكانت عصائب أهل الحق انفصلت عن جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر عام 2006، وقد تم تصنيف الحركة بأنها “مجموعة خاصة” وهو الاسم الذي يطلق على المجموعات الشيعية المدعومة إيرانيا في العراق.
ويتراوح عدد أفراد عصائب أهل الحق بين 7 آلاف و10 آلاف عضو حسب مركز “مشروع مكافحة التطرف”، وتعتبر هذه الميليشيا ضمن الأقوى في العراق.
وكان الخزعلي أحد أكثر المطلوبين لدى القوات الأميركية، بعدما نفذت عصائب أهل الحق هجوما في كربلاء أودى بحياة خمسة جنود أميركيين في يناير 2007.
وفي مارس 2007، تم اعتقال الخزعلي على أيدي القوات متعددة الجنسيات في العراق، لكن تم الإفراج عنه في يناير 2010، ضمن صفقة لتبادل الأسرى.
ومنذ إطلاق سراحه في 2010، عاد الخزعلي لقيادة العصائب عسكريا وسياسيا، وعقب انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر 2011، تركز نشاط العصائب على تجنيد عناصر من أجل دعم الأسد في سوريا.
وخلال فترة وجود القوات الأميركية في العراق، نفذت الميليشيا أكثر من ستة آلاف هجوم على القوات الأميركية والعراقية، في عمليات معقدة تضمنت خطف رهائن غربيين.
وتسعى المجموعة إلى دعم النفوذ الإيراني الديني والسياسي في العراق، والحفاظ على الهيمنة الشيعية على العراق، والإطاحة بأي قوات أجنبية في العراق.
تورطت عصائب أهل الحق بعمليات اختفاء قسري واختطاف وقتل وتعذيب على نطاق واسع في محافظة ديالى واستهدفت عراقيين سنة من دون التعرض لعقاب.
وتعتبر العصائب واحدة من بين أكبر ثلاث ميليشيات عراقية مدعومة من جانب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتظهر ولاءها لإيران وللمرشد الإيراني علي خامنئي، بشكل علني.
وتعمل المجموعة سواء في العراق أو سوريا تحت إشراف فيلق القدس الإيراني، الذي يقوده قاسم سليماني.