تقرير| عجز غذائي كبير تسببت به مليشيا الحوثي.. والدفع به للأسواق السوداء
خلال خمس سنوات من الانقلاب الحوثي، هبطت حياة اليمنيين المعيشية إلى مستويات خطيرة، جراء عدم قدرتهم على توفير الحد الأدنى من الأغذية الأساسية، لولا مساعدات منظمات دولية إغاثية، على رأس مموليها دول في التحالف العربي.
وتشير البيانات الاقتصادية إلى تضاعف أسعار السلع والخدمات الأساسية إلى أربعة أضعاف في بعضها، عززها تجفيف ميليشيا الحوثي لمنابع الدخل، من إيقاف للمرتبات التي يعتمد عليها بشكل مباشر مايقارب ثلث السكان، وكذا تعطيل مشاريع الإنشاءات العامة، والتضييق على الخاصة ما أفقد الكثير من العمالة المؤقتة فرص العمل، وذهب بعاملين في القطاع الخاص إلى البطالة.
بمقابل ذلك، مثل تنوع، وتوسع الجبايات الحوثية أسبابا إضافية انحدرت بقدرات أغلب اليمنيين على مواجهة احتياجاتهم الأساسية.
وحسب بيانات السكرتارية الفنية للأمن الغذائي، ارتفعت تكلفة سلة الغذاء التي تحتوي سلع بأحجام صغيرة بحوالي 112% خلال السنوات الأربع الماضية.
ووفقاً لتقارير برنامج الأغذية العالمي، أكثر من 40٪ من الأسر فقدت مصدر دخلها الأساسي وتجد صعوبة متزايدة في شراء الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، وأن أكثر من ثلث الأسر في اليمن لديها عدم كفاية استهلاك الغذاء.
وحسب بيانات السكرتارية الفنية للأمن الغذائي، كانت أسعار سلع غذائية أساسية في أغسطس 2019 أعلى من فبراير 2015، بحوالي 104% للقمح، و91% لدقيق القمح، و62% للسكر، و113% للرز غير البسمتي، و108% لزيت الطهي المنتج محلياً.
وتعتمد ميليشيا الحوثي على تدويل الأزمات السلعية المرتبطة بحياة المواطن، للمتاجرة في السوق السوداء، التي تتخذها أداة رئيسية لتعزيز إيراداتها المالية، وتحريك الطلب من خلال صناعة الأزمات المرتبطة بتعاملات الناس وحاجاتهم.
دراسة اقتصادية جديدة أكدت أن زيادة الأعباء الضريبية، وازدواج الرسوم الجمركية، وتقييد حركة السلع داخليا بين المحافظات، مثلت الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وصعبت الأسعار التي دفعتها ميليشيا الحوثي إلى الارتفاع جراء ضغوطاتها الجبائية، وصول الفقراء وذوي الدخل المحدودة إلى السلع والخدمات الأساسية، وفاقمت انعدام الأمن الغذائي وتفشي ظاهرة الفقر في البلاد.
وكانت ميليشيا الحوثي الانقلابية، وكيل إيران في اليمن، قد استحدثت، خلال السنوات الماضية، موانئ برية في الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرتها، وفرضت جمارك جديدة وإضافية على البضائع والسلع الغذائية المجمركة في مناطق الحكومة الشرعية.
في وقت تدفع المليشيا الحوثية باليمنيين إلى حواف المجاعة، تطلق العنان لعناصرها، خصوصا الموثوقة، إلى تكوين طبقة ثرية، مميزة اقتصاديا، ومتخمة بالترف، تتربع على أوجاع وجماجم وخبز اليمنيين.