تجار حروب.. ومنظمات ارهابية
مع تباين الاوضاع في اليمن، ومع تطور الاحداث السياسية والعسكرية، وتصنيف ذلك اما تحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن ضد مليشيا الحوثي، او تحالف عدوان عربي، بحجة محاربة المليشيات، وكل فئة تصنف ذلك حسب تواجهها ومبتغاها وسياستها، ولكن هنالك جماعة الاخوان المسلمين في اليمن والمتمثلة بحزب التجمع اليمني للاصلاح، والذي راء بإ هذا التحالف لم يأت لليمن إلا بطلب من رئيس الجمهورية للتدخل في محاربة الانقلابيين، وتغلغل حزب الاصلاح آنذاك في جميع مفاصل ما تسمى الحكومة الشرعية.
ولجأت فيما بعد بالترويح والدعم الكبير والاعلامي لمناصرة دول التحالف منها السعودية والامارات، والخروج بمظاهرات لتأييدها، وهنا شرعت جماعة الاخوان، إلى السيطرة على المؤسسات المرافق الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وكذلك الجيش.
ومع مرور الوقت كشفت العديد من المواقع عن مخططات كبيرة لجماعة الاخوان في تكديس ونهب السلاح وتجنيد عناصرها وإنشاء معسكرات ومقرات سرية، وإرفاق عناصر من القاعدة وداعش في زمام الامور ودعمها وتمكينها، للمحافظة على ما تسيطر عليه بإي وسيلة كانت.
وكما هو المعتاد من هذه الجماعة والتي تكفر اي شخص او اي فئة ان لم تكن بحانبها، لتعمد على استغلال الوضع القائم في اليمن بحجة محاربة مليشيا الحوثي، وتمر الايام والسنين ولم تحقق هذه القوات اي شيء سوى العمل السري لبناء تنظيمها الارهابي، وبمساعدة كبيرة من قطر وتركيا ودول اخرى.
ومع مرور الوقت اثبتت الايام والدلائل التفاهم الكبير بين حزب الاصلاح ومليشيا الحوثي، وعند توجيه هذا الامر نحوها، لايسع الاصلاح سوى ان السعودية هي من تمنعها من تحرير العاصمة صنعاء، وانه وفي حال تقدم قواتها سيتم ضربها بالطيران، ولقد نفت دول التحالف ذلك اعلاميا، وستخدمت جماعة الاخوان هذه الحجة المزيفة كشماعة لتغطية فشلها وتغطية تفاهمها مع المليشيا.
اكتشفت القوى الفاعلة ذلك من جميع الاطراف، وخصوصا ابناء الجنوب، والذين لاقوا من حزب الاصلاح جميع الافات، لتنطلق قوات شعبية من ابناء جنوب الوطن لمواجهة هذه الجماعة الارهابية وتخليص الوطن منها واستكمال محاربة المليشيا التي اوقفتها جماعة الاخوان.
وجدت الجماعة ان مخططها معرض للقتل وانها في خطر كبير، لتواجه ابناء الشعب بقوة السلاح وبمليشياتها التي دربتها على حماية قواعدها ومعسكراتها الارهابية، ولتروج بذلك بإن الحرب هي بين مليشيات جنوبية وقوات شرعية.
احتدمت الامور وسيطرت القوات الانتقالية على عدن وابين، ولتكون شبوة موضع حياد، لتنقلب جماعة الاخوان على اتفاق تسليم عتق لابنائها، ولتشتعل المعركة، ولكن هذه المرة ظهر الوجه الحقيقي لحزب الاصلاح للعلن، لتحرك قوات عسكرية من جبهة نهم التي لم تتحرك منذ 4 سنوات، ومن مأرب والجوف، وعبر قياداتها ومشائخها للحشد الكبير لمعركة شبوة لتنتهي هنا زيف الشرعية والقوات الحكومية.
اوقف حزب الاصلاح جميع الجبهات وانتقل ليقاتل ابناء محافظة عدن وابين وشبوه، ولم يتوجه لمقاتلة مليشيا الحوثي.
حركت جماعة الاخوان، جميع وسائلها في هذه المعركة وهاجمت الامارات وهددتها وتوعددتها بالرد والمحاكمة، وهجمت ايضا السعودية، ولم تخشى من ضربات طائراتها التي لطالما سمعنا انها ستضربهم في نهم او اي جبة ولكن لك يخافو اليوم منها، لان عدوهم ليس الحوثي وانما كل من يقف في وجه مخططاتهم.
ولتتضح الصورة اكثر تحركت تركيا لتنقذ مليشياتها الاخوانية ومخططاتها بإرسال اسطول حربي نحو المكلا.
عندما كانت هنالك مواجه حقيقية ضد مخططات ارهابية وفكر متطرف، هنا كان هو الخطر، وهنا تحركت جماعة الاخوان بكل قوة وبكل ثقة وبكل دعم، دون ان تواجه اي عوائق او ان تخشى احد.
وهنا يكشف للشعبي اليمني مخطط 2011م والذي لم يخشاه الاصلاح، ولم يخشى سقوط عمران، ولم يخشى سقوط صنعاء، ولم يواجه المليشيات الحوثية ابدا، بل وجه فشله نحو حقد دفين لتغطية مخططاتهم، واسمو ذلك بانسحاب تكتيكي حتى سيطرت مليشيا الحوثي على زمام الامور، لتنتقل للمرحلة الجديدة من مخططها الذي تعده منذ سنوات، ولكن ينقصها الدعم والحاظنة والوقت، لتشرع بتنفيذ تمثيلة محاربة مليشيا الحوثي باسم استعادة الشرعية، وليومنا هذا وهي لم تحرك ساكنا، بل كشفت الاحداث انها اكبر داعم للمليشيا في الخفاء، وان الاتفاقات والتفاهمات كبيرة جدا بين الطرفين.
والان يشهد الوضع الحالي تذور هام في تغيير مسار العملية السياسية، ومسار تدمير جماعة الاخوان او تقويته، وهذا ما ستكشفه الايام، والتي لن تقتصر عليها فقط بل يتشمل حرب كبير ضد المليشيا الحوثية، وهنا ستبدا الحرب الحقيقية لاستعادة الوطن في حال التخلص من مخطط الارهاب الخواني، وتجار الحروب.