مليشيا الحوثي تعيث فساداً بالتعليم العالي.. وسلالسية العرق تكتسح الدراسات العليا

شهدت أقسام وتخصصات التعليم العالي بالجامعات الحكومية والخاصة إقبالاً ملفتاً من قبل قيادات ونافذين وأبناء وبنات القيادات الحوثية بالعاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وصار من الاستحالة المرور على كشوف قبول الملتحقين والملتحقات ببرامج الدراسات العليا دون ملاحظة الأسماء والكنيات المعروفة للقيادات والأسر الحوثية الحاكمة والمناصرة للجماعة.

توجيهات صادرة وإلزامية

تقول مصادر اعلامية، إن توجيهات حوثية صدرت من القيادة العليا للجماعة، ذراع إيران في اليمن، بضرورة التحاق عناصرهم العاملة في المؤسسات والجهات الحكومية بتخصصات الماجستير والدكتوراه، وألزمت الجماعة عناصرها من القطاع الوظيفي بشكل خاص بضرورة تقييد أسمائهم ببرامج الدراسات العليا خاصة البرامج ذات العلاقة بالإدارة العامة والاقتصاد والمالية والسياسة العامة والإعلام.

كما أن توجيهات شفهية تم تعميمها على مسئولي الدراسات العليا بالجامعات الحكومية بوضع أولوية القبول للأشخاص ذكوراً ونساءً المنتمين للجماعة، ومنح تسهيلات كبيرة تتضمن الإعفاء من الرسوم المالية والتغاضي عن تاريخ المؤهل الجامعي ومعدله ونوعه وأيضاً عمر الملتحق أو الملتحقة.

ويكرر ذلك مشاهد وطريقة عمل الإخوان المسلمين خلال نصف قرن من تاريخ الجمهورية، والذين انتشرت قياداتهم في مختلف برامج الدراسات.

التعليم الأكاديمي وفقهاء الولاية

أم الخير الجابري، وهي معلمة تحكي نقاشها مع صديقتها “الهاشمية” وهي زميلتها في المهنة أيضا. تقول: اتفقنا على دراسة الماجستير في مجالنا التربوي، وفق امكانياتنا ومعدل شهاداتنا، ولم تتمكن صديقتها من ذلك، وبعد سنوات وجدتها الآن قد التحقت ببرنامج يتعلق بالإدارة العامة، تقول: “مجال بعيد تماما عن تخصصها التربوي ومعدلها لايسمح بذلك”.

وأضافت: “أبديت استغرابي لالتحاقها بهذا التخصص، ومعدلها.. فردت عليّ بلغة جديدة لم أعرفها منها من سنوات طويلة.. وقالت إن الولاية اختصها الله لهم، وهذه الولاية تختص بتخصصات علمية”. تقول أم الخير باندهاش: “أنتم يكفيكم تدرسوا ألف باء واحنا اللي نشرف عليكم”.

يؤجلوني من عام لآخر

إحدى المعيدات الأكاديميات بجامعة صنعاء أيضاً، شكت لنيوزيمن معاناتها وهي تسعى للحصول على مقعد دراسي لتحضير الماجستير.

هي حاصلة على قرار ابتعاث إلى الهند، في ظل دولة الجمهورية الوطنية، أما اليوم فهي جمهورية امامية خاصة، لذا يتم تأجيلها والتلاعب عليها.

وقالت: كل ما أذهب لأي مسئول وكلهم معينون من سلطة جماعة الحوثي يقولون لي دورك ما زال متأخرا وأنا لي ما يزيد عن السبعة أعوام أعمل بالتدريس الجامعي، كما أنهم قاموا بتحميلي لعهد ومعامل بدون أي مقابل وفي ظل وقف المرتبات.

تؤكد أنها خلال ترددها تفاجأ كل يوم بقبول وإحلال مناصرين للجماعة وهم من خارج الجامعة، تقول: “أشخاص يفتقدون لأقل المعايير مؤهلاً وعمراً وتخصصا”.

صعدة داخل الدولة الحوثية

وفي وقت سابق بمنتصف العام الماضي كانت وزارة التعليم العالي الخاضعة لميلشيات الحوثي، أعلنت فتح باب المنافسة والقبول للحصول على منح المقاعد المجانية للدراسة الجامعية في الجامعات الحكومية والأهلية الواقعة تحت سيطرتها، وكان معيار القبول الأساسي لخوض هذه المنافسة والحصول على مقعد مجاني هو أن يكون من أبناء قتلى الحوثي، عناصر المقاتلين في الجبهات، أبناء جرحى الحوثي، أبناء القيادات الحوثية في التعليم العالي، وفي داخل كل ذلك “المجاهدين المنتمين إلى صعدة”.