مليشيا الحوثي تتوسل ابواب السعودية.. ومشاط الحوثيين متنطعاً على موائدها

حينما دعا رئيس الجمهورية السابق الزعيم على عبدالله صالح، السعودية -قبل نحو 10 شهور- كدولة عربية شقيقة تقود تحالفاً عسكرياً في بلادنا، دعاها لإيقاف غارات عدوان الطيران ورفع الحصار، مبدياً من موقعه كرئيس لحزب المؤتمر وزعيم سياسي، حُسن نوايا اليمنيين تجاه جيرانهم بإمكانية فتح صفحة جديدة دون التنازل عن دماء الشهداء ودون الاستسلام، كانت يومها هذه الدعوة المشروطة بإيقاف الغارات ورفع الحصار، كافية لدى مليشيا الحوثي الارهابية وارهابيهم الكبير عبدالملك، لاتهام الرئيس السابق الصالح بالخيانة ومحاصرة وقصف منزله بالأسلحة الثقيلة ما أدى لاستشهاده مع الامين العام مطلع ديسمبر 2017م.

اليوم، وقبل مرور عام واحد على دعوة الرئيس صالح تلك، لا يتوقف خطاب ودعوات مليشيا الحوثي الارهابية عند حد الدعوة للمصالحة بما فيها من فتح صفحات جديدة مع السعودية وحلفائها، بل تطورت هذه العروض إلى إبداء الرغبة في العمل كمدافعين عن أراضي السعودية تجاه أي مخاطر خارجية محتملة..!!

وفيما تستقبل يومياً عشرات الأسر اليمنية جثث أبنائها الذين زج بهم الحوثي في معارك عبثية ثمن بقائه على رأس السلطة، وتحت ذريعة “العدوان”، يبدى رئيس ما يسمى المجلس السياسي للمليشيا، مهدي المشاط، تعاطفه مع دولة “العدوان” تجاه ما وصفها ابتزازات وتهديدات الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية. وقال في خطاب له بمناسبة ثورة 14 أكتوبر: “وبصرف النظر عن ما نتعرض له من ظلم الأقربين وعدوانهم علينا – فإننا ندين ونشجب الأسلوب المهين الذي يعتمده الرئيس الأمريكي ترامب في تعامله معهم”.

ليس ذلك فحسب، فالمشاط الذي فشل في إدارة شئون محافظة واحدة، يؤكد للسعودية في حال رفضت ما يعتبرها ابتزازات ترامب أنهم سيكونون “في طليعة الداعمين لهذا الموقف بل وسنكون – رغم كل الجراح – في طليعة المدافعين عن أرض الحرمين إزاء أي ردود فعل متهورة من طرف ترامب”..!

رغبة جامحة في الارتزاق

اليوم، ودونما اعتبار حتى لعقول عناصر مليشيا الحوثي الارهابية.. لم يعد التدخل العسكري السعودي في اليمن “عدواناً عسكرياً”، وإنما “ظلم أقربين”.. وليس على المخدوعين في صفوف المليشيا انتظار إفلاس السعودية وانهيارها الاقتصادي بسبب الإنفاق على “العدوان في اليمن”، كونهم تسوقه المليشيا لنفسها وأتباعها منذ 4 سنوات ماضية، ولم يعد استقدام السعودية لقوات أجنبية للمشاركة في “العدوان” ارتزاقاً وخيانة وعمالة، فها نحن اليوم نبدي جاهزيتنا الكاملة للذود عن السعودية من الانهيار الاقتصادي وحماية منشآتها..!! ورغبتنا الجامحة في أن نكون في طليعة “المرتزقة” لحماية أراضي السعودية..!

حتى دعوات الرئيس السابق صالح للسلام والحل السياسي كانت مشروطة بعدم تجاوز حقوق الضحايا وبناء ما دمرته الحرب ومحاكمة الجناة، فيما رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى المنحل لمليشيا الحوثي الارهابية، مهدي المشاط، يبدى اليوم جاهزية مليشياته لوقف إطلاق النار والدخول “فوراً ومن الآن في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ونمد أيدينا للسلام والمصالحة الجادة مع جميع الفرقاء والخصوم، سواءً على المستوى المحلي أو على مستوى المحيط والإقليم”..!

ابتذال ودحبشة

وفي تعليقه على عروض رئيس “المجلس السياسي” بسلطة المليشيا الارهابي مهدي المشاط، بجاهزيتهم للدفاع عن أراضي السعودية، يتساءل السياسي والقيادي في المليشيا، محمد المقالح، “إذا كانت المسألة بهذه البساطة.. فلمَ عاد تقتلوا أبناءنا في الجبهات من اجل ماذا؟”، وينصح المقالح مليشيا الحوثي الارهابية-في هذه الحالة- بالتسليم بشروط السعودية والخروج من المدن وتسليم السلاح “والسعودية با تقبلكم أكثر من بقية المرتزقة.”.

وتساءل المقالح، ساخراً من خطاب المشاط: “قولوا لمن سيدافع عن السعودية في حالة تعرضها للخطر، كيف يمكن أن تدافع عن اليمن إذا تعرضت للخطر السعودي كما هو حالها اليوم؟”. واعتبر المقالح في خطاب المشاط استرخاصاً لدماء اليمنيين، وما وصفها بـ”دحبشة وفهلوة” في التعامل مع قضايا اليمن المصيرية، حسب وصفه.

وفي تغريدة يضيف عضو “ثورية الحوثيين” محمد المقالح: “يا مهدي، خيبت آمالنا فيك، لقد كسرت وجدان كل يمني جريح، لقد وضعت شعبك بالمزاد على مائدة الأعداء..”.

وفي تعليقه على خطاب المشاط، يرى الإعلامي عبدالله الحضرمي، “أن المشاط يعرض ملابسه ولحوم ضحاياه للبيع ولا أحد يطيق شراءها”، مضيفاً “بما أنكم بهذا الرخص والابتذال، فلماذا تقودون الناس إلى محارق حروبكم؟”.