تقرير.. يشكف مهمة الامم المتحدة في مساعدة مليشيا الحوثي.. والرومانسية الناعمة مع بعض

تعمل منظمة الأمم المتحدة، بطريقة أو بأخرى، على إطالة أمد الحرب في اليمن، مقابل تكريس انقلاب ميليشيا الحوثي، على حساب معناة آلاف اليمنيين.

وتتعد صور الانحياز الأممي الفاضح للحوثيين، في اليمن، إما من خلال تبني رواية الميليشيا للحوادث المتعلقة بجانب انتهاكات حقوق الانسان، أو بتقديم الدعم المادي للمتمردين عبر تسهيل سيطرتهم على المساعدات الإنسانية والاغاثية الدولية.

وساعد التواطؤ الأممي الحوثيين على جمع شتاتهم الذي يتبعثر مع كل حملة عسكرية حاسمة تطلقها المقاومة اليمنية بدعم من قوات التحالف العربي، إذ تستنفر الأمم المتحدة قنواتها لتأخير الحسم ومنح المتمردين المزيد من الوقت للمراوغة.

في السياق، حذرت منظمة التعاون الإسلامي من استغلال مليشيات الحوثي للأمم المتحدة في “تكريس الانقلاب على الشرعية في اليمن”.

وقال أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن “العقلية الحوثية تستخدم تصريحات المبعوث الدولي لليمن (مارتن غريفيت) بشكل مجتزأ وتفسر بعض إجراءات الأمم المتحدة التي تتخذ لدواع إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني على أنها تخويل لتلك الجماعة في تكريس انقلابها على الشرعية في اليمن.

ورفضت المنظمة المزاعم والادعاءات الواردة في تقرير فريق الخبراء الأممي المعني باليمن الصادر في 28 أغسطس/آب الماضي وكافة الاستنتاجات والتوصيات التي توصل إليها.

وكانت تشكلت مجموعة خبراء دوليين للتحقيق في الأوضاع باليمن العام الماضي وأصدرت تقريرًا أثار غضب اليمن ودول التحالف كونه ألقى المسؤولية عن سقوط معظم القتلى على غارات يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين.

وفي وقت سابق أمس الأول وافق مجلس حقوق الإنسان على تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية من أجل التحقيق في أوضاع حقوق الإنسان في اليمن رغم اعتراضات دول الخليج واليمن ومصر.

وكانت باحثة غربية هاجمت تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن مؤكدة احتوائه على مغالطات وانتقدت طريقة كتابة التقرير الذي احتوى على لغة ناعمة رومانسية مع الحوثيين وهاجم التحالف.

وعلقت الباحثة المتخصصة في الشأن اليمني كارين كاريال على تقرير خبراء مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن الصادر الشهر الماضي بقولها: “تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن والأمم المتحدة هو ابتزاز سياسي ومالي لدول التحالف وفيه مغالطات بين الضحية والجلاد”.

مداهنة أممية لتكريس الانقلاب

وينظر مراقبون الى المحادثات التي تحاول الأمم المتحدة رعايتها بين الأطراف في اليمن مجرد تكتيك يمنح الحوثيين فرصة لاعادة ترتيب صفوفهم مقابل تكريس سيطرتهم على حياة اليمنيين في مناطق نفوذهم.

ويلفت الناشط السياسي عبدالفتاح جميل إلى انه ومنذ البداية أدرك الجميع أن الضغوط الأممية لمنع وصول التحالف العربي إلى حسم عسكري كان يعني أن يبقى الحوثيون مصدر قلق عسكري وأمني ومصدر خلخلة داخل اليمن وللسعودية والخليج وبما فيه تقوية أذناب إيران في المنطقة.

وأضاف في حديث لـ”نيوز يمن” ان الدعوات الاممية لاحياء اي محادثات سلام تأتي دوما بالتزامن مع التحرك العسكري لتحرير مناطق من ايدي الانقلابيين كما حدث وان اوقفت معركة صنعاء وكما هو حاصل الآن في معركة تحرير الحديدة.

التفاوض لمنع الحسم

وعبر جولاتها المتعددة لم تفضي أي مشاورات رعتها الأمم المتحدة عبر مبعوثيها الى اليمن، الى اي صيغة حل سوى منح ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران المزيد من الفرص للعبث بحياة ملايين السكان.

ويقول الكاتب عارف الكمال لـ”نيوز يمن” ‘ن ‏‏المبعوثين الأممين لا يدعون أنهم أتوا ليحلوا أزمة اليمن وإنما ليساعدوا على حلها وعلى اليمنيين أن يصدقوهم ولا يسألون كثيرا ماذا يريدون.

تماهي موظفو مكاتب المنظمة بصنعاء

ويؤكد العديد من المراقبين بأن موظفي المنظمات الدولية بالعاصمة صنعاء يتماهون مع مليشيا الحوثي عند كتابة التقارير الحقوقية خوفا على وظائفهم.

ويتقاضى هؤلاء الموظفين رواتب وأجور عالية تصل في متوسطها إلى 400 دولار يوميا وهذا ما يجعلهم حريصين على الحفاظ على وظائفهم من خلال مجاملة الحوثيين.

ويقول المحلل السياسي نائف قائد إن المنظمات الدولية تتعامل مع اليمن كمنطقة خصبة للتكسب وموظفيها يطمعون بالأجور العالية في حين ليس هناك إيمان أو وازع أخلاقي أو إنساني في التعامل مع اليمن كقضية إنسانية.

تجاهل الشرعية وتنسيق مع الإنقلاب

وتتماهى المنظمات الأممية بشكل فاضح في التعامل مع سلطات الإنقلاب في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا بينما ترفض التعامل مع الحكومة الشرعية، أو الانتقال الى مناطق سيطرتها رغم الدعوات الحكومية المتكررة.

في هذا الخصوص، يقول الباحث السياسي عدنان القرشي لـ”نيوزيمن”، إن كثير من المنظمات الأممية تتعامل مع المليشيات الانقلابية في صنعاء وتمتنع عن التعاون مع الجهات الشرعية في عدن.

وأكد القرشي بأن كل تحركات مسؤولي الأمم المتحدة تثبت يقينا أنها متواطئة مع الانقلابيين وتجعل من نفسها طرفا في الصراع متهما المنظمة بأن لها أجندة سياسية خاصة أو مكملة لأطراف دولية وبأنها تفعل ذلك بشكل علني.

الحوثي.. طفل الأمم المتحدة المدلل

وقال الحسن طاهر محافظ محافظة الحديدة إن تواطؤ الأمم المتحدة مع مليشيا الحوثي الانقلابية أصبح واضحا حيث تتعامل مع الحوثية كطفل مدلل وليس كجماعة تخريبية وإرهابية انقلبت على الدولة وارتكبت جرائم إبادة بحق الإنسانية التي تجرمها كل القوانين والأعراف الدولية.

واتهم المحافظ الأمم المتحدة بلعب دور محوري لإنقاذ الحوثي من الهزيمة وتعريض الشعب اليمني للمزيد من الانتهاكات الإنسانية الجسيمة على أيدي المليشيا موضحا بأنه كلما اقتربت نهاية الحوثي وشارف على الهزيمة تنفذ الأمم المتحدة عملية إنعاش له وتنقذه مما أدخل الشعب اليمني في متاهة جديدة.

واضاف الحسن طاهر أن الأمم المتحدة لم تستفد من تجاربها وفشل مبعوثيها المتعاقبين في السنوات الماضية بسبب تعنت المليشيا داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالكف عن استغلال معاناة الشعب اليمني والعمل لإطالة أمد الحرب والتحرك السريع لتوفير الدعم الكافي للشرعية والتحالف العربي لحسم المعركة وإنقاذ أبناء الحديدة من براكين الإرهاب الحوثي الذي يمارس بشكل يومي أسلوب الضغط على الميليشيا بسرعة الانسحاب من المدينة والرضوخ لتنفيذ القرارات الدولية.

فضيحة ليز غراندي

وكانت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أثارت حالة سخط واسعة في الأوساط اليمنية عقب تصريحها حول تدهور الوضع في الحديدة وهو ما عده مراقبين محاولة جديدة منها لانقاذ الحوثيين بعد أن توغلت القوات الحكومية في عمق المدينة.

وقال وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني في تصريحات سابقة أن منسقة الشؤون الإنسانية الأخيرة وزيارتها إلى مديرية ضحيان في محافظة صعدة تؤكد من جديد انحياز بعثة الأمم المتحدة العاملة في اليمن للحوثيين.

وأضاف الإرياني أن ليز غراندي تعتمد على معلومات مضللة تقدمها مليشيا الحوثي دون العودة للحكومة الشرعية معربا عن استغرابه لعدم قيام ‏منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بزيارة ‏مدينة الحديدة أو تعز وغيرها من المناطق ‏حيث إن الحوثيين ارتكبوا جرائم حرب ضد ‏المدنيين ويواصلون ذلك بشكل يومي.‏

وسبق لمنسقة الشؤون ‏الإنسانية التورط في فضيحة إصدار ‏أحكام منحازة للحوثيين ‏إزاء قصف المدنيين في سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة ‏العام بمدينة الحديدة قبل أن يؤكد مكتب المفوضية ‏السامية لحقوق الإنسان في اليمن مدعوما بالوثائق والمعلومات ‏الميدانية لاحقا أن القصف ناتج ‏عن قذائف هاون انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين.‏